
حمار الفضيحة !
لم يستطع الرجل تسديد ديونه ، فأعلن إفلاسه على الملأ ، فأمر القاضي الحرس بأن يركّبوا الرجل على حمار بشكل مقلوب ويدوروا فيه بين البيوت والأسواق ، وهم يضربون الطبل ليجمعوا الناس ويخبروهم بأنّ الرجل أعلن إفلاسه حتى لا يتعاملوا معه .
وقد بقي الحمار وصاحبه مع الرجل حتى المساء ، حيث تمّ الإفراج عن الرجل المفلس ، إذ لا داعي لإبقائه في السجن ما دام لا يستطيع السداد .. لكنّ صاحب الحمار (المكاري ) أمسك بالرجل وطلب أجرته وأجرة الحمار .
فضحك الرجل المفلس ملء شدقيه وقال :
– وإحنا في ايش من الصبح .. وين إنته يا رجل؟
– طيب بلاش أجرتي .. أعطيني أجرة الحمار
– والله مش عارف مين الحمار فيكو !
هل علينا أن نعلن إفلاسنا على الملأ ، حتى يكفّ التجار عن استغلالنا ؟؟ وهل علينا أن نعتلي حمار الفضيحة حتى تتوقف الحكومات عن رفع ضرائبها ومشتقاتها ؟؟؟
لكن حتى لو أردنا ذلك فسوف نجد صعوبة في إيجاد مكاريّ يقع في حبائلنا كما وقع مكاري الحكاية ، وسوف يطالبنا بالأجرة سلفا .
ربّما نستطيع كحكومة أيضا أن نركب حماراً عالميا حتى يحل صندوق النقد الدولي ونوادية الباريسية واللندنية عن سمانا .
لعل الحكومة بعد أن تتخلّص منهم تستطيع أن تدفع أجرة المكاري الذي سيعلن إفلاسنا.
من كتابي(لماذا تركت الحمار وحيدا)الصادر عام2008


