أطفال الكهف / نداء أبو الرُّب

أطفال الكهف

من باب الدعابة والحث على إحياء روح الطرفة انتشرت عبارة بكثرة مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي تقول: قبل أن تعلموا أولادكم السباحة والرماية علموهم الأدب أولاً! هي منطقية إلى حد كبير فالأخلاق لا غنى عنها أبداً في التربية وتنشئة الأبناء، ولكن من يقرأ قصة أطفال الكهف تتغير وجهة نظره تجاه هذه العبارة جذرياً!

ضجت وسائل الإعلام بخبر احتجاز أطفال مع مدربهم داخل كهف الموت في تايلاند أثناء قيامهم برحلة استكشافية، حيث حاصرتهم الفيضانات منذ أسبوعين ولم يتمكنوا من الخروج، وهبت فرق الغواصين الأجنبية والتايلاندية لإيجاد حل عملي لإنقاذهم حيث أن الأمر في غاية الخطورة والصعوبة ويُخشى على حياتهم إذ أن الأطفال لا يستطيعون السباحة في أنفاق طولها 4كم مغمورة بالمياه وذلك خوفاً من نفاد الأوكسجين، حيث لقي أحد الغواصين مصرعه قبل أيام وهو يحاول إنقاذهم لينجح الفريق الحالي بإنقاذ ثمانية أطفال من أصل 12 على أن يتم اليوم إنقاذ عدد آخر في عملية قد تستغرق 20 ساعة أخرى.

يبدو من قصة أطفال الكهف تلك أن تعلم أطفالنا للسباحة منذ الصغر أمر في غاية الأهمية وليس للتسلية والترفيه! كيف لا والكوارث التي بتنا نسمع عنها تحتّم علينا ضرورة الاهتمام أكثر بما يتلقاه أطفالنا منذ نعومة أظافرهم، ولو فكرنا حتى في النهايات المؤلمة التي سمعناها عن غرق اللاجئين وموتهم لأدركنا أهمية السباحة في تلك الظروف الموجعة إذ كان من الممكن لها ان تكون طوق نجاة للأكثرية وتغنينا عن ذرف الدموع لدى سماع قصص غرق أطفال ونساء وشيوخ وشباب في مقتبل العمر لا ذنب لهم سوى أن الحرب لم ترحمهم ولم تتركهم يعيشون بسلام، لذلك علموا أولادكم السباحة بكل ما أوتيتم من قوة وصبر، لعلها تكون ملاذهم المستقبلي أمام نوائب الدهر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. رائع أستاذة نداء حقيقة نحن نحتاج الي مثل هذه الرياضه والتي تمثل قارب نجاة لنا اذا ما اتقناها وتعلناها

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى