أغنيات مالحة للشاعر صيام عبد المواجدة

سواليف
صدر عن” الآن ناشرون وموزعون” 2016 ديوان شعر للشاعر صيام عبد الحميد المواجدة ويضم أربعين قصيدة قدّم لها الأستاذ في جامعة مؤتة الدكتور يحيى عبابنة. تراوحت القصائد ما بين قصيدة التفعيلة وبحور الشعر المعروفة في القصيدة العمودية، ظلّ الشاعر محافظًا فيها جميعًا على شعريّته وجمالياتها في الأسلوبين.
صيام المواجدة المولود في بلدة العراق/ الكرك سنة 1968، سبق له وأن أصدرت له وزارة الثقافة ديوانه الأول” نزف القلم” سنة 2009، وهو من الأصوات الشعرية الموهوبة والمبدعة والجادة. وهو من أسرى الكلمة، كما يقول في مقدمة كتابه، رغم أنه مقل. ويجعل الشاعر موضوع الحقيقة الثمية الرئيسية في شعره، إذ يقول في قصيدته” ماذا أقول”:
ماذا أقول
وفي فمي وقف الكلام..
تاهت حروفي واستوت في التيه
كلُّ مراكبي..
وقد اعترى وجه الحقيقة
ما اعتراه من الظلام..
ما زلت أبحث في وجوه الحالمين
ولم أجد للحلم وجهاً
إنما
ضيّعت وجهي
في تجاويف الزحام.
تعددت الثيمات في قصائد المواجدة، التي تكشف مدى التصاق الشاعر بهموم بلده وشعبه، فهو يكتب عن أحوال بلده، وحبه لوطنه” يا بلادي”،” موت..ونواة..وحلم..!!!”، ومآسي أخوته في غزة” أسرج خيلك”، وسوريا” أسمعتم أن الورود تضام؟”، ” لا تحزني يا شام”…وغيرها من الموضوعات.
يقول الناقد الدكتور يحيى عبابنة في شعر المواجدة أنه في ديوانه أغنيات مالحة يلحُّ على تشكيل الصور المتتابعة التي تفضي إلى دلالة متضافرة مع غيرها من الصور، فالشاعر لا يقصد إلى الصورة بحدّ ذاتها،بل يقصد إليها لتكون فاتحة الدهشة في الصورة والدلالة.
ويوظف الشاعر، إلى جانب ذلك، التراث والأسطورة والتاريخ في شعره، الذي يكشف عن سعة ثقافة ووعي، كما في قصائده” أرسل قميصك”،” خرافة”، ” الجب”،” إيه يا أم الدنيا”، وقصيدة ” فلتصقل يا أخيل حَجَرك”، ” فتموز لا لن يموت”.
يختم الشاعر ديوانه برسالة أمل يوجهها للقارئ، في أنه سيعود بأغاني جديدة، يقول في قصيدة” وبعد”
فهذي الحكايات بعضي
وبعضي هناك
يفتِّشُ في الجُبِّ عني ويرنو إلى الشمس
علَّ النهارَ يقًدُّ قميصَ الشّجيَّ من الأمنيات
فما زال القلب
فيضٌ من الزفرات
وما زال في الروح
سيل من الذكريات
هو الشِّعر يا قارئي فانتظرني
لعلي أعودُ
قُبيلَ الغروب
بشيء من الأغنيات.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى