القَدْر و الكلاب!!! / د . ناصر نايف البزور

القَدْر و الكلاب!!!

كم من القلوب تسعى و تشتاق لتدرك ليلة القدر… و كم من الملايين باتت بالأمس تتجافى جنوبها عن المضاجع راكعين و ساجدين يرجون رحمة الله و مغفرته و يسألونه العتق من النار… نسأل الله أن نكون ممن أدركوا هذه الليلة العظيمة…
و قد كانت حكمة المولى أن يُحجب العِلم بموعد هذه الليلة و إن كان هناك بعض الأحاديث و أقوال أهل العلم تُرجّح أن تكون العشر الأواخر و ليلة السابع و العشرين هي ليلة القدر؛ و هذه مسألة يطول فيها الخلاف بين أهل العلم…
المضحك المبكي هو أنّ الكثير من الناس بدأ بالحديث أنّ ليلة القدر قد أدركته الليلة الماضية و قد شدّدوا على رأيهم و استدلّوا بعلامات كانقطاع نباح الكلاب و السكون التام و غيرها من الأدلة الخلافية و هو نفس الجدل الذي يقع كلَّ عام… و لهؤلاء نقول الآتي:
أوّلاً: و الله يا جماعة الكلاب لم تتوقّف عن النباح بالأمس إلاّ إذا كانت ليلتكم تختلف عن ليلتنا… أو إذا كنتم تسكنون في أحياء راقية مثل دابوق… و لو سكنتم دابوق لقلتم نحن ممن أدركتنا ليلة القدر منذ سنين ففتح الله لنا خزائن رزقه حتّى أصبحنا من أصحاب الملايين فسكنّا دابوق 🙁
ثانياً: إذا لم تكونوا من سكّان تلك الأحياء الراقية؛ و حتّى لو انقطع نباح الكلاب لديكم، فإنَّ صراخ “قواريطكم الفايعين” في الشوارع بلا تربية و لا رقيب و لا حسيب كان أسوأ و أكثر إزعاجاً من جميع النباح و العواء و الرغاء و الثغاء… 🙁
يا جماعة نشكركم على اعتكافكم في المساجد و جزاكم الله خيراً و لكن من باب أولى “ضبّوا” أولادكم و بعدين روحوا عالمساجد لتدركوا ليلة القدر … فالاعتكاف سُنَّة أمّا تربية الأولاد و ضبطهم و كف الأذى فواجبات مفروضة…مفروضة… مفروضة…
و صدق رسول الله إذا يقول: “كلّكم راعٍ و كلّكم مسؤول عن رعيته”…. و “كفى بالمرء إثماً أن يُضيّع مَن يعول”… و هذا ليس مقصوراً على القوت و الطعام بل يشمل حسن التربية من باب أولى 🙁 و الله أعلم و أحكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى