اليوم تحديدا / قاسم الزعبي

اليوم تحديدا
اليوم تحديدا… وعلى غير العادة… فقد ازدادت التهاني للأشقاء المسيحيين في الميلاد المجيد او الكريسمس..

ففي كل عام وفي هذا الوقت تحديدا… يخرج علينا رجال الدين المسيسين والساسة المتديين ليتبارزوا في بينهم أيما مبارزة في جدلية التحريم والتحليل وحرمة التهنئة من مشروعيتها…

اليوم تابعت الفيس بوك.. ووجدت تهاني كثيرة… وبعد التفحيص والتمحيص.. والتدليل والتعليل… وجدتها نابعة من القلب إلى القلب… بعيدة كل البعد عن التمييز الديني والطائفية المقيتة والجغرافية النتنة والمناطقية البائدة…

لست هنا امهر فن الإفتاء… فمعاذ الله أن أحرم ما حلل الله ورسوله…أو أحلل حراماً…

مقالات ذات صلة

التهاني اليوم ربما رد جميل وعرفان أكثر منها جدلية افتاء… فالمسيحيون أهل ذمة وكتاب… وهم شركاء تاريخ وجغرافيا… وهم من دافع عن الأقصى الرمز الديني للمسلمين… وهم من رفعوا الأذان في كنائسهم حينما منعت الصهيونية رفع الأذان في المساجد…

المسلمون اليوم يدركون خطرا يحيق بهم من صلب عقيدتهم… فالانقسام السني الشيعي غير المبرر… وظهور داعش بوجهٍ إسلامي وضع المسلمين في مقارنة ما من وجودها بدٌ… فالتسامح الذي نجده عند جيراننا المسيحين ربما لانجده عند مسلم متشدد… وحسن الجوار في الكرك ومادبا وعمان والحصن وغيرها من المدن الأردنية يحتم علينا أن نهنئهم ولو مكرهين… متخطّين وجهات نظر الإفتاء. الإفتاء الذي ربما فقد توازنه في الآونة الاخيرة خاصة مع ظهور شيوخ السلاطين الذين تخبطوا في فتاوى الجهاد… الأمر الذي أفقدهم مصداقية… وأفقدهم مكانتهم….

لست هنا أدحض فتوى أو آكل لحوم العلماء المسمومة… لكن الإنسانية تعلو فوق كل دين وطائفة… فالدين المعاملة.. وحسن الخلق معيارية التعامل وميزانه…

عندما كنت طالبا في الجامعة.. زاملت طالبا مسيحيا… كان يرفض أن يشرب الماء أو يدخن في حضرة الطلاب المسلمين… في حين كان بعض الطلاب المسلمين يتسابقون وراء الكلية للتدخين وأكل الشوكلاتة…

الأردن اليوم لا مكان فيها لتفرقة دينية وطائفية… فالوطن يسمو ويرتقي فوق كل ذلك…

حفظ الله بلاد المسلمين… و أبعد عنا الفتنة بين الطوائف والديانات. والف بين قلوبنا…

وكل عام وإخواننا المسيحيين بخير…

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى