#علي_بابا #الغابون
المهندس: عبد الكريم أبو #زنيمة
وأخيرًا سقط علي بابا الغابون بعد حكم عائلي #ديكتاتوري دام خمسة وخمسين عاما، لقد ورث الابن علي بونغو الحكم بعد وفاة أبيه عام 2009 ، نصف قرن من الزمن مر على #شعب_الغابون وهم يرزحون تحت حكم عائلة الدكتاتوري الفردي المطلق القائم على الفرد والشخص الواحد الذي جمع كل السلطات في يده بالرغم من وجود برلمان ومجلس شيوخ لكنهما صوريان ، كانت إدارة الحكم تُسيّر وفقاً لرغبات وأهواء ومصالح العائلة الحاكمة علي بابا وابناءه وزوجته سيلفيا الفرنسية الأصل التي امتلكت شركاتها الخاصة وعاثت فسادًا في طول الغابون وعرضها وأسست جمعيات ومؤسسات شبه رسمية تحت عناوين الإنسانية وتحسين حياة الضعفاء والمحرومين وذلك لتقنين وتسهيل النهب والسطو على المال العام، هذه العائلة وحاشيتهم من أعوان ومقربين ومتزلفين كانوا فوق الدستور ولم يخضعوا لأي شكل من أشكال المحاسبة والرقابة أو التقويم، لقد سطوا ونهبوا اموال وخيرات الغابون الغنية جداً، فهي من الدول الرئيسية في إنتاج النفط والغاز ومصدرة للأخشاب حيث تغطي الغابات الاستوائية ما يقرب من 85% من مساحتها البالغة 267 ألف كم2 وعدد سكانها 2.5 مليون نسمة وتزخر بالمعادن النفيسة كالألماس والكوبالت وغيرها ، لقد حوّل هؤلاء اللصوص ما يقرب من 40% من شعب الغابون إلى فقراء وجياع ومشردين تلفظ جثثهم امواج المحيط على شواطئ القارة الاوروبية، هذه هي النتائج الحتمية لغياب الحريات والعدالة والمحاسبة التي يجسدها نظام الحكم الفردي .
الغابون التي استقلت عام 1960وتولى فيما بعد رئاستها عمر بونغو عام 1967-2009 بدورات انتخابية مزورة ” بادر وبعد عام واحد من حكمه لتعديل الدستور ليصبح فيها نظام الحكم نظام الحزب الحاكم الواحد مفتتحًا بذلك “مغارة علي بابا” حقبة السطو والنهب ، وتحت ضغط الهبات والاضطرابات الشعبية عُدل الدستور في مطلع تسعينيات القرن الماضي ليسمح بالتعددية الحزبية ولكن تزوير الانتخابات أبقى البلاد على حالها ، وفي عام 2003 عُدل الدستور من جديد لإلغاء القيود الدستورية المفروضة على فترات الرئيس بما يضمن له وورثته البقاء في الحكم مدى الحياة ، كل ذلك جرى تحت سمع وبصر ودعم ومباركة عالم الغرب المنافق الذي يتشدق بدفاعه عن الحريات وحقوق الانسان وذلك حفاظا على مصالحه ولإبقاء أبواب نهب ثروات الشعوب مفتوحة على مصراعيها .
سُنّة الكون وحركة التصحيح التاريخية تقضي بأن سلطة ودولة الرجل الواحد المنفرد سوف تنهار وتتلاشى وإن طال الزمن، بالأمس بينوشيه وشاه إيران وزين العابدين … واليوم محمد بازوم وعلي بونغو، في تلك الدول ذات الدساتير الوهمية والمؤسسات الورقية عادة ما تتقطع السبل بين الحاكم والرعية وتنعدم كل معالم الثقة إلا من النفاق والتزلف، بهذه الدول لا يكون للشعوب دور أو مشاركة حقيقية تجعلهم يلتفون حول السلطة ومؤسسة الحكم في حال تعرضها لاية مخاطر، لذلك نجد أنه بمجرد سقوط أي علي بابا منهم ينقلب الجيش وتتلاشى كل أجهزة البطش الامنية التي كانت تحظى بالرعاية وكل الامتيازات وكل ادوات القمع ليشعر الحاكم بالأمن وليُرهب الشعب ، وقد شاهدنا الشعوب في تلك الدول التي كانت تحتفل وتصفق وتغني وترقص للقائد ” علي بابا ” يسارعون الى قذف احذيتهم على صوره وتماثيله وملصقاته وشعاراته ونزعها وتمزيقها فور خلعه ، هذا مصير كل من يوغل في اهانة وتجويع وإذلال شعبه مقابل حياته الدونية الدنيا ورفاهيته وبذخه وترفه وعمالته لقوى الاستعمار .
لقد أُطيح أخيراً بحكم علي بنغو في آب من عام 2023 من قبل قادة عسكرين وأعلنوا عن الغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة المزورة واعلنوا عن تشكيل مجلس اصلاح وطني من اجل استعادة الديمقراطية في مقدمتها تعديل الدستور واقرار قانون انتخابي يُحقق مطالب الشعب ويراعي ويتوافق مع أعلى درجات ومعايير الديمقراطية حسب ما صرح به رئيس المجلس الانتقالي، وبذلك نأمل أن تطوى صفحة سوداء من تاريخ البشرية وفصل مظلم من تاريخ القهر والاستبداد .