لهاية / محمد العيسى

لهاية
مبروك يا احمد..
شو يما بشري!!
ولد يا احمد ولد ، وهاهت ام احمد لحد ما نطو لوزها من ثمها..
كانت الفرحة الأولى لأحمد بقدوم مولوده الأول والذي حاز على مرتبة بكر العائلة الكريمة ، كل العائلة فرحت بقدوم الولد فهذا يهنئ وهذا يغني والاخر يحمد والجد يصلي حمدا لله ، ضجت العائلة بفرحتها الاولى وكل على طريقته وظلت هذه الفرحة منسدلة على بيت العائلة لأسبوع ومن ثم غادر الجميع البيت وبقي أحمد وزوجته والمولود الجديد..
الأسبوع الثاني لأحمد كان صعب جدا فعلى الرغم من فرحته باستلام منصب الأب إلا أنه بدأ يشعر بالتعب وذلك لأن الصغير لا ينام طيلة الليل بل ويبكي ، والمشكلة كانت هي أن أحمد رجل عصبي يحب الراحة وعدم الازعاج فكيف يوازن ما بين الأبوة وبين راحته وذلك ما جعله يتسائل قائلا “كيف سأصبر على هذه المتاعب نعم انا اريد ولد ولكن دون تعب”!!
وفي إحدى الجلسات كانت أم أحمد جالسة مع ” كنتها” وسألتها كيف أحمد معك ومع الصغير؟ فكانت الاجابة ” اي احمد واي صغير يا خالتي انا والولد بغرفة وابنك بغرفة ثانية ” ، فتسائلت متعجبة لماذا !! ان احمد كان من الفرحين جدا بكون اصبح اب فقالت زوجته نعم ولكن احمد لا يستطيع ان يتحمل ابنه ولا بكائه ليلا ولا أية امور تتعلق بخدمة هذا الصبي ، فقالت أم احمد “هو الولد ما عنده لهاية ، لهوه فيها بسكت يا عمتي “..
اشترت الزوجة “لهّاية” وصارت تستخدمها دائما لتسكيت الولد ، وحازت “اللهاية” على اعجاب احمد قبل الصغير ، وعاد احمد بكامل عنفوانه الرجولي ليتقبل الصغير وامه بشرط تواجد ” اللّهاية” دائما وإلا فلا وجود له في البيت.
وتذكرني قصة أحمد ببعض الحكومات والتي تقاتل لاستلام منصبها وتحتفي بشعبها اسبوع او اسبوعين ومن ثم ما ان بدأ الشعب بطلب أبسط الحقوق تتذمر الحكومات ويتذمر المسؤولين فيها ويصبح المواطن عالة على الوطن لوحده أما المسؤول فيبقى حبيس مكتبه او جلساته الخاصة بحجة انه يعمل لأجل الوطن والشعب وهو في الحقيقة يهرب من الوطن ومن الشعب ، ويبقى في الخارج صاحب المنصب والجاه.
وتقوم الكثير من الحكومات باستخدام سياسة “اللّهاية” في تسكيت المواطنين وكأن الحكومة أحمد والوطن الزوجة والصغير هو الشعب ، فمرة تخفض النفقات ومرة تنادي بعدم المساس بجيب المواطن ومرة تعد بعدم رفع الأسعار ، ولكن الى متى ستبقى سياسة “اللّهاية” فعالة فالصغير يكبر وحتى أحمد مش مخَلّد!!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى