
سواليف
ألقى المهندس هشام القطان محاضرة في مقر الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة، بعنوان: [القرآن والبحث العلمي] بحضور مجموعة من طلبة العلم والباحثين والمهتمين.
واستهل كلامه مشيراً بأن القرآن هو كلام الله ويحمل بين دفتيه كل العلوم وكل المعلومات التي يحتاجها الإنسان، ثم استعرض بعض النقاط المهمة والتي نستطيع من خلالها الوصول للقرآن العظيم كمُلهم للبحث العلمي كما يلي:
أولاً: الإيمان القاطع والذي لا شك فيه بأن هذا القرآن هو من عند الله وقد وصلنا كما أُنزل على الرسول صلوات الله وسلامه عليه دون زيادة أو نقصان.
ثانياً: الإيمان بأن القرآن هو مرجعية للحقائق العلمية التي توصّل إليها العلماء وتلك التي لم يتوصل لها العلم بعد.
ثالثاً: اعتبار كل إشارة علمية هي حقيقة علمية تحتاج لإثبات، ويجب على العلماء والباحثين القيام بالبحث والتطوير للوصول لإثبات هذه الحقيقة والتي قد نسيئ تفسيرها حالياً، أو قد نعجز عن إثباتها بما يتوافر لدينا من علم ووسائل وأدوات.
وقد بيّن المهندس هشام خلال محاضرته بأن الدين الإسلامي في المرحلة الحالية يتعرض لهجمة قد تكون الأشرس على مر العصور منذ ما بعد وفاة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، والله أمرنا أن نكون دائماً مستعدين للذود عن حمى الإسلام، ولم يكن الطلب بالقوة العسكرية فقط، وإنما بكل الوسائل المتاحة من القوة: العلمية والفكرية والحضارية، قال تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ” [الأنفال: 60].
ففي السابق كانت الحروب بين الجيوش من الطرفين وكان الفوز للأكثر عدة وعتاداً، حتى جاء الإسلام فغير المعادلة التقليدية وأضاف عنصر الإيمان كعنصر أساسي لتحقيق النصر.
استمر عنصر الإيمان كعنصر في معادلة النصر، لكن الأسلحة المستخدمة تغيرت، وبعدها دخلت الحروب في الجيل الثاني من الحروب بعد أن كانت الأسلحة هي الأسلحة البيضاء ومن بعدها من أسلحة مساعدة، حتى دخلت الحروب في جيلها الثاني باستخدام البارود وأصبحت الحروب تبتعد عن المواجهة المباشرة، ثم دخلت التكنولوجيا في الحروب ودخلت الحروب جيلها الثالث ومالت النتائج لجانب من امتلك العلم والبحث العلمي في تطوير التكنولوجيا، بعدها انتقلت الحروب إلى الجيل الرابع وهو الجيل الذي تعتمد فيه الدول التي تملك التكنولوجيا ومصانع أسلحتها، بأن يقوم الأعداء بالاقتتال فيما بينهم لتحقيق مآرب الدول الصناعية المالكة للتكنولوجيا وأدوات تطويرها، وهنا دخل المسلمون مرحلة الخمول والجمود، والسبب هو ابتعاد المسلمون عن منهج القرآن، وكيف نتناسى أن رسالة السماء بدأت للنبي الأمي بكلمة: (اقرأ) لتتكرر ثلاثاً، ثم يتم: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ” [العلق: 1-5].
وأنهى المهندس القطّان بقوله: (لا أقول أن القرآن كتاب علم فهنالك فرق بين المعلومة العلمية المباشرة، وبين الإنارة العلمية التي تحتاج للبحوث العلمية لإثباتها).
وفي ختام المحاضرة فتح باب المشاركة من الحاضرين لإبداء آرائهم وتعقيباتهم وتساؤلاتهم، مما أثرى الجلسة علمياً، ووسع آفاق المعرفة لدى الجميع.


