عقله ولميس في زحمة السرافيس

#عقله و #لميس في #زحمة_السرافيس

د. #حسام_العودات
يا قيس الأردن , ما عادت حمرة الفجل ولا وردة الدحنون تغري عبلة بلادي , تريدها لميسا ولست بمهند , وتريدها قمرا ، وسيارة الكيا ببابك دون الهمر .
عبله ليست كما عهدتها في سابق العصور هبله , وما عاد الحب يحيا وسط زحام الفواتير , هي تريد أقراطا من الألماس , وعقيقا يطوق جيدها , وزينة من تبر النجمات , ولا بأس بلباس من حرير وكشمير .
دنانيرك يا قيس لا تكفي مناديلا لمطلقة ، ولا كسوة ليتيم , وحواء قد أبدلت ألفا من الإبل بشرم للشيخ ومرمريس , فارحل يرحمك المولى , فما عادت النوارس تستأنس الأخشاب المنخورة على الشطآن .
أمّا جارتنا فقد كانت كما باقي النسوة في قريتنا , لم تتذكر من العزّ سوى ناموس الصيف وبرد كانون , هي عبلة المنكوبة بقيس السرافيس وحسبة الخضار , هي التي احتسبت حياتها قربانا لأولاد المستقبل وعبيد زوجاتهم لاحقا . رداؤها بالة ، وسيرتها عدس مذموم .
وفي يوم قبل الغروب ، جلست في باحة الدار بحضرة بعلها تحتسي الشاي بنكهة الفقر والنعناع ورائحة الطابون , فحضرت جارتان لها على رائحة الرحيق .
أراد قيس أن يزيل العبوس عن وجه الحضور , فهو عهدة على جبين بلادي , فقال مخاطبا الجارات : مرتي أكلها اقتصادي .
لم يفهمن مغزى الدرر التي قيلت , واحترن بين مدح وهجاء . فقال مبددا كل الذهول : المره طبخها شطب , وعشان هيك الطبخه بتظل أربع أيام وما بتخلص .
ابتسمت ثناياها الموشومة بالبؤس ، وضحك الحاضرون , فهي لم تدرك عصر فتافيت ولا جمعيات الحماية من بطش الرجال , ولو كان الخطب في زماننا , فلن يكفيها من عقابه ألف محام ولا سجان .
طابت أوقاتكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى