عرب المقاومة وعربان المساومة

#عرب #المقاومة و #عربان #المساومة !
بسام الياسين

#السيف مفردة مقدسة عند العربي،لما له من مراميز ودلالات.هو معيار رجولته،مقياس شجاعته،سلم صعوده الى قمة #البطولة او انحداره لهاوية النذالة. لذا اصبح هويته،درعه الواقي في صحراء تعج بالضواري. يذوذ به عن نفسه وعرضه،ويدب الاذى عن اهل بيته.رسولنا الكريم،مَجَدَّ السيف و كرّم حامله :ـ لا فتي الا عليُ ولا سيف الا ذو الفقار.عليُ ابن عمه والسيف هديته،يوم كُسر سيفه في معركة احد.عليُ فاتح ” خيبر” وكر الأشرار وورشة الشياطين .ولما فتحت كان قرار رسول الله :ـ لا يجتمع في جزيرة العرب دينان،ولا يطأ ارضها يهودي بعد الان.
بعد خمسة عشر قرناً،صار السيف انتيكة عند #العربان.يعلق للزينة و يستدعى في الرقصات او يُلوح به في المسلسلات الهايفة.انتهى زمانه،في زمن المساومة على #الاقصى.

الانكى ان #المطبعين،باتوا يحجون الى النقب ويقرأون الفاتحة على قبر بن غوريون حيث قال ذات نبوءة ذات مرة،عن مصير الكيان الاسرائيلي :ـ ” نجاحنا لا يعتمد على ذكائنا،بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر” ثم ذكّر جلساءه بما جاء في التلمود ” الشعب الذي لا يُهلك غيره،يهلك نفسه”.

ابو عبيدة الجراح ـ امين الامة والمبشر بالجنة ـ المسترخي على ضفاف الضفة،غطى وجهه خجلاً،عندما شاهد،وفود الاعاريب، امامه تتوافد على النقب،مثوى المستهزيء بالعرب .
نستشف،ان عربان اليوم،ليسوا ماضويين متعلقين بدينهم،تراثهم تاريخهم. ولا هم مستقبليون ،يركبون قطار العلم والمعرفة بل منصاعون لما تمليه عليهم واشنطن،بعد ان خرجوا خارج التاريخ والجخرافيا،كقطاريعمل على الفحم خرج من الخدمة،واصبح بلا محطة ولا سكة. عربان بلا حول ولا قوة.صيوفهم صدئة وعنترياتهم فارغة،لا يستقوون الا على بعضهم.متناسين ان الوردة ارق مخلوفات الله،تدافع عن نفسها بالشوكة،والنحلة الحشرة،تذوذ عن حماها باللسعة،اما اعاريب فلسفة النعامة آثروا الذلة والمهانة.
من بين الحطام وتحت الانقاض.خرج فتية، آمنوا بالله،واستهانوا بالحياة. رجال لم تزلزلهم الزلازل،ولم تفت في عضدهم النوازل،شعارهم :ـ ” نحن في الدنيا ولسنا منها “. انقياء، لا يبغون علواً في الارض، انما وجه الله يريدون .ديدنهم الحرص على الشهادة.لإيمانهم ان اسرائيل الى زوال والمقاومة هي الخيار.
فارسنا ضياء حمارشة،بطل فلسطيني،وثاب غير هياب،جسارته مشهودة،لعلمه اليقيني ان الفارق بين الموت والحياة،عند الاستشهاديين، ومضة حب وخفقة قلب .ففلسطين، تسري في شرايينه،تحتل اوسع حجرات قلبه فيما معادلة النصر او الجنة تستحوذ على تفكيره.فكانت الشهادة تاجه،وقطرات دمه، سُلَمه الى الله،وهو يرتقي على سلم دمه، قطرة قطرة الى سدرة المنتهى ليتبوأ مكانه ومكانته في اعلى عليين .
ضياء حمارشة وصحبه،قلبوا الموازيين ،صححوا المسار.صاروا المثل والمثال. بهم وحدهم تنتصر الامة، وعلى اياديهم، تزهر رايات النصر.فتية تساموا على جاذبية المادة وتجاوزوا شهوة الغنيمة،فاصبحوا اهل حظوة وخطوة حيث بلغوا مرتبة الصديقين.لم تكسرهم إنكسارات العرب ولم تخذلهم خذلانهم لفلسطين،،لمعرفتهم دواوينهم المخبوءة وطبخاتهم الملغومة.ولما نفضوا ايديهم منهم،امتشقوا سيوفهم / بنادقهم.لإحياء اسطورة ـ الشجاعة الاسطورة.
سواء انكر المنكرون ام صمت العارفون،فالمقاومة الفلسطينية،جمل المحامل،صخرة الصد والرد على غطرسة الصهاينة. بها وحدها تنتصر الامة وتسترد الكرامة.ما دون ذلك ثرثرة بلا نتيجة وطبخ حصى.ورغم البطولات العظيمة والدم الاغلى ،يبقى في القلب غُصة، أن الاعلام والصحافة،وكُتاب الاعمدة ،بخلوا بقليل من إضاءة،بينما تُفرد مساحات واسعة، لبرامج طبخ ذات كُلف عالية،مع ان الاكثرية ـ على باب الله ـ، تتنظر طرود الخير،فطرة رمضان، زكاة اهل الثروة،” إن اخرجوا حق الله .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى