قهاقير / رائد عبدالرحمن حجازي

قهاقير

ثلجي (الملقب بالزقطة) يستوقف المختار مثقال أمام دكان عبدالله طالباً منه حل الخلاف الذي بينه وبين رسمي (أبو الضباع) حول الحد الفاصل بين أرضيهما .
ثلجي : قوك يا مختار
مثقال : قويت
ثلجي : يا أبو طايل مثل ما أنت عارف أني ما بحبش كُثرة الحتشي والملاهدة … وهاظ رسمي أبو الظباع مش مصلي عالنبي , صار لي مدة وأنا بحتشيله يزبط القهاقير اللّي حطهن بيني وبينه بالوطايات وهو ولا عند قريش خبر , كل يوم بطلع لي سولافة , وأني ما ظل بي بزع اللّي أوخظ واعطي معه .
مثقال : طيب أنت شفت شو صار بال …..
ثلجي لم ينتظر المختار ليُكمل استفساره فقاطعه قائلاً : مختار الله يرظى عليك شو بده يصير يعني … هظاك هو داير ورا الظباع من موكرة لموكرة واني مثل ما أنت عارف بالي طويل … لكن يا أبو طايل كل شي بزيد عن حده بنقلب ظده ولا أني غلطان ؟
مثقال : لا مش غلطان بس أنت شفت شو صار بال …..
وعاد ثلجي مرة ثانية ليقاطع المختار بقوله : مختار الله يطول عمرك هاظ أبو الظباع ما بيجي غير بالعين الحمرا … وأنت بتعرفني أني زلمة ببعد عن الشر وبغني له … وبعدين يا أبو طايل هاظ رسمي بحب المجالقة ومزالقة الحتشي وأني مثل ما بتعرف زلمة ما بحبش اللقلقة .
مثقال : طيب يا خوي يا ثلجي أنت شفت شو صار بال …..
ومرة أُخرى قاطعه ثلجي وقال : يا مختار شو بدي أشوف تا أشوف … مهو رسمي يامال الله لا يعرفه بحكمة مش مخلي للصلح مطرح … وبعدين أنت خابر هظيتش الخطرة يومنه قال أني أصلاً ما بعرفش حد وطاتي … أي هو نفسه مش داري عن حاله وشلون بده يعرف حد وطاته ؟ ها قول لي بالله يا مختار … على كل حال ما بديش أوجع لك راسك ومثل ما قلت لك أني ما بحبش كُثرة الحتشي … مشان هيتش إذا ما انحلت هالسولافة هاليومين أني بدي اطلع لعند قايد المغفر وأشتكي … يالله بخاطرك يا ابو طايل .
غادر ثلجي المكان وبقي المختار مكانه واقفاً ومندهشاً مما حدث . وهنا ينادي عبدالله الدكنجي على المختار طالباً منه الجلوس وقال له : ماله الزقطة عليك ؟
المختار : شايف يا زلمة ما خلانيش أحتشي ولا تشلمة
عبدالله : لا وبقولك أني ما بحبش كُثرة الحتشي والمجالقة , أي عليّ الجيرة وهو يسولف تقول أنه فرامة شرايط . ثم استطرد عبدالله وقال : صحيح ما قلت لي يا مختار وشو قصة الزقطة مع أبو الظباع ؟
المختار : القصة وما فيها يا طويل العمر إن القهاقير اللي بين ثلجي ورسمي بالوطاة هالن من شتوة العام , وثلجي بده من رسمي يرجع يقهقرهن مثل ما كانن .
عبدالله : طيب حتشيت لرسمي ؟
المختار : يا زلمة حتشيت له وعمرّهن من ثاني يوم , أبس هل فغاغة ثلجي شكله مش واصل الوطاة من زمان وبعده بظرب بالسيف القديم .
عبدالله : طيب تشان حتشيت له إن القهاقير إتعمرن
المختار: يا زلمة شوفة عينك هو مخلي مجال لحدا يحتشي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى