عدوى الكتابة المسروقة..

عدوى #الكتابة_المسروقة..
ا.د حسين محادين
(1)
ثلاثة عناصر يجب ان تتفاعل كي يكون للكتابة هوية ورسالة في المحصلة.
أولهما-مخزون الكاتب التعبيري/ الثقافي المستند الى القراءات المتخصصة المرتبطة بالقدرة على توظيف خياله العلمي ،إضافة الى التجارب التي عاشها او اطلع عليها وهي المدعمة الاساس لما يكتب او يبدع قبل النشر.
ثانيهما- ماهية البيئة التي يكتب لها وفيها الكاتب، إضافة لشدة وأهمية الاحداث اليومية او الفكرية السياسية والاقتصادية العامة المتناولة من قبل الكاتب/ة التي من شأنها ان تؤجج كوامنهما والتي تستثير مخزونهما المعرفي كي يتجرأ اي منهما على الكتابة، وبالتالي نشرها عبر اي من ادوات النشر ورقية ام الكترونية الصورة والمحسنات عبر التفاعل المباشر ممثلة هنا في ثقافة الصورة الفوتوغرافية او فيديوهات لايف.
ثالثها – طبيعة ومستوى وتنوع المعرفة لدى المتلقي المهتم بما سيقرأ او سيشاهِد .

إن الملاحظ هذه الأيام وجراء ما أصبحت توفره وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من فرص متساوية للنشر والتعبير الحرّ للجميع ،او حتى لطش الكثيرين لكتابات ولوحات غيرهم دون الاشارة لاصحابها الاصليين بين مقتني ومشتركي هذه الوسائل، وبغض النظر عن مدى تمكن هؤلاء الناشرين للعناصر الثلاثة السابقة الذكر باعلاه، وهو ما انجب بالكاتب/ة الزائف او حتى اللص الثقافي من وجهة نظر قانون الملكية الفكرية من جهة، ومن جهة اخطر هو تراجع قيمة الكتابة الجادة من قِبل اصحابها فعلا ، مقارنة بأعداد المبدعين المتميزين وهم قِلة عادة ، تماما كالخميرة القليلة التي تنُضج وتؤثر في كل انساق المجتمعات، وهنا تظهر مشكلة ومأزم النشر عبر وسائل التواصل التكنولوجي نتيجة لكثرة اجترار او تداول الكثير ما انتجوه ونشروه هؤلاء الكتاب الحقيقيون ويتم سرقته من قِبل شريحة لصوص على وسائل التواصل الاجتماعي الذي
واهمين بانتاج غيرهم للأسف.
اخيرا، فالكتابة والنشر كعملية فكرية تنويرية يفترض ان تكون صادقة ومشبِعة لتوق الملتقي الجاد في المعرفة والتفكر في الوقائع والاحداث الغامضة لديه او التي تمس عناوين يومياته، فهي اي الكتابة والنشر معا رسالة اخلاقية ومهنية راقية ليس بالضرورة ان يكون جميعنا كتابا او متفلسفين في محتوياتها او حتى التنظير فيها فاصحاب الاختصاص والدربة العلمية والفكرية المتخصصة هم فرسانها..
رحم الله انساناً عرف وتميز باختصاصه، فهل نحن فاعلون أومتفكرون.
قسم علم الإجتماع- جامعة مؤتة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى