جمعة نِسوان
غُبنة , حربية , شمسية, وفضة … اجتمعن في دار المختار مثقال عند زريفة كالعادة لتناقل الأخبار وما يستجد من احداث يومية في القرية .
بعد القيل والقال وتقليب ملفات معظم اهل القرية , ها هو جاء دور الأزواج …. وكانت البداية لحربية زوجة رسمي ابو الضباع حيث قالت: والله رسمي قديش بحتشوا عنه إنه قلبه قوي وبشلخ الظبع بإيديه لنوصين , لكنه عندي بالدار مثل العصفور وقلبه إرهيف وحنون ودوم بحتشيلي والله بلاتش يا حربية ما بسوى قشرة بصلة . ومش بس هيتش ولا يُمكن يُخطم خطمة برية الدار غير تا يشاورني …. هنا انفتحت قريحة باقي النسوة وراحت كل واحدة تُدلي بدلوها … فها هُن يتغنين ويتباهين بازواجهن .
ها هي فضة زوجة الزقطة تقول : والله ثلجي يا بعد عمري ابيش منه لو بلف السبع قرايا … بكفي انه استذبح تا اخظني وتشلمتي ابتصيرش ثنتين عنده , الله يسعده ويخليلي إياه … تتململ غُبنة مع نحنحة خفيفة دلالة على ان دور الحديث لها الأن فتقول : فليحان روحي ومجرى النفس وبلاه عيشتي سودا مثل ساس الفرن , والله لو بوقد له اصابعي العشرة ما بوفيه حقه … اما شمسية فقالت : والله زطام ما بلحق يطلع من باب الدار إلا هو راجع ويومني اسأله وشو رجعك بقول لي والله بلاتش يا شمسية بشوف الدنيا عتمة , تراتش نور حياتي وبس اطلع بريت الدار بشوف القرية مثل الكُحل .
اما اخر المتحدثات فكانت زريفة زوجة المختار مثقال حيث قالت : صدقوني صدقوني إنه ابو طايل (المختار) عمره ما اجته مشكلة وطلبوا منه حل ليها إلا ويوخظ بشوري بالأول قبل ما يعطي قراره , ودايماً بحتشيلي والله يا زريفة بلاتش ما بعرف شلون بدي احلحل مشاكل هالقرية .
كالعادة بعد ذلك كل واحدة تعود لبيتها وكأن شيئاً لم يكن … ولكن للأمانة لا بد من ذكر بعض التفاصيل .
حربية زوجة رسمي ابو الضباع سمعها خفيف كونها لا تسمع إلا بأُذن واحدة والسبب يعود لمعاندتها لرسمي في احد الأيام وتلقيها خماسي اخو اخته … علماً ان مساحة كف رسمي نص دونم …. اما فضة فقبل عدة ايام جاءت لزريفة والدماء على وجهها والسبب وبإعترافها شخصياً ان زوجها ثلجي الزقطة لم يجد فطوره جاهزاً مما اثار حنقه وغضبه وحدث ما حدث .
اما غبنة وانتم تعرفون قصتها مع ابو العُريف حينما طلبت منه ان يُجهز لها عمل قوي كثير ليُصبح زوجها فليحان كالخاتم في إصبعها , ولكن هيهات هيهات …. وشمسية هي الزوجة الأولى لزطام من بين ثلاث زوجات …اما بالنسبة لزريفة فمن المعروف ان زوجها مثقال حلوله فورية وداخل المضافة , وإن اراد ان يستشير فإنه يلجأ للأخذ برأي الرجال في المضافة .
قد يظن البعض انني من مُشجعي التطاول على المرأة او عدم الإكتراث برأيها او عدم إحترامها … معاذ الله , ولكنني كلما سمعت عن مؤتمر هنا او مؤتمر هناك لحل قضية عالمية او اقليمية او حتى محلية استذكر جلسات زريفة وصديقاتها .
رائد عبدالرحمن حجازي
