موسكيتوز / ميس داغر

موسكيتوز
قاطعَ تلميذُ الصف الخامس معلمَ اللغة الإنجليزية الجديد قائلا ً: “موسكيتو” يا استاذ هي كلمة انجليزية أصلها عربيّ.
كان الدرس ذلك اليوم عن معاني أسماء الحشرات باللغة الإنجليزية. كتم المعلم استياءه من مقاطعة التلميذ له بهذه الجملة الغبية، فعزم على كشف حماقته أمام الصف.
– حقاً؟ وما هو الأصل العربي لها؟!
-مسخوط!
انفرطت ضحكات المعلم الذي استغرب وجوم الطلبة أمام هذا الجواب الذي من المفترض أن يغرقهم ضحكاً.
– ومن أين حصلت على هذه المعلومة؟
– أبي أخبرني بذلك.
– أها! وبماذا أخبرك والدك أيضاً؟
– أشياء كثيرة يا استاذ.
– أخبرني بعضها.
– مثلاً، أصل الطالب حنطور، وأصل المعلم بغل حراثة!
– كفى كفى! هذا كلام فيه قلة أدب وعقل.
وحوّل المعلم بصره في وجوه الطلبة صارخاً: وأنتم؟ ما رأيكم؟ ألا تجدون في هذا الكلام وقاحةً وعيباً؟
أجاب الطلبة بثقة صوت جيش نظاميّ: لا يا أستاذ.
جفل المعلم، وعاد يتأمل الطالب مفكراً بينه وبين نفسه: لا يمكن أن يكون أحد المسؤولين قد أرسل ولده إلى هذه المدرسة الهابطة، كما أنّ رئيس القياديين شارفوا نهاية أعمارهم، فلا يمكن أن يكون لهم صبيان بهذا العمر.
نفض المعلم رأسه يمنةً ويسرة من هذه الأفكار، مستسخفاً المدى الذي أوصلته إليه تخميناته، وعاد يحبس نفسه عن إنزال أقذع الشتائم بالتلميذ ووالده وبالطلبة أيضاً، واستدرك: ولماذا تعتقد أن ما يقوله والدك هو بالضرورة الصواب؟

– الطلبة والمعلمون كافة في المدرسة يعتقدون ذلك يا أستاذ.

– وإذا أخبرتك أنّ والدك قد يكون غير محقّ في أشياء كثيرة من بينها أصل كلمة موسكيتو؟

– سندعس في بطنك أنا وأبي ونلقيك من النافذة يا أستاذ.

مقالات ذات صلة

جفل المعلم للمرة الثانية وأخذ عرقه يتصبب، وألجمته الصدمة عن التفكير في نوعية العقاب الذي يستحقه التلميذ الوقح، فصرخ في أحد التلاميذ: اذهب وانده المدير!
أثناء ذهاب الصبي لاستدعاء مدير المدرسة، شرع المعلم في تهديد الطالب الوقح الذي كان يزداد وقاحةً وغطرسة في ردوده على تهديدات المعلم، بل ووصل به الأمر إلى تهديده هو أيضاً بأن يشكوه لأبيه.
بعد دقائق قليلة كان المدير يغذّ الخطى إلى داخل الصف بعينين تتوعدان بِشَرٍّ كبير، فهتف التلميذ الوقح مبتهجاً: ها قد جاء أبي..

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى