جدلية الإبداع الأدبي و الفني / أحمد المثاني

” الفكرة ” ألم ، وجع ، معاناة…
” الكتابة ” نزف ، مخاض …
” الكلمات ، القصيدة ” ولادة ، شفاء…

هل يأتي يوم لنسمع – على كثرة ما سمعنا – العلاج بالكتابة !! او العلاج بالخربشة !!
راقبوا الأطفال ، و لاحظوا كيف يفرّغون غضبهم بالخربشة ، ولو على الحائط !
الأفكار المحبوسة تمامأً ، كالغاز المضغوط ،، لا بدّ من أن تتسرب .. المهارة كيف نجعل من تفريغها ” فناً ذا قيمة “? : مقالة ، قصة ، قصيدة .. أو لوحة مرسومة . و لكن هل كل التجارب و الأعمال الأدبية و الفنيّة وليدة التجربة و المعاناة ?? بالطبع لا . الأديب المزيّف ” مْتمارض ” و العمل الأدبي ” مزوّر ” .
الإبداع قدرة و موهبة على تنبيه الفكر و فتح العين على الجمال ، و الفرق بين الانسان العادي و الانسان المبدع ، إذا كان الأول لا يستطيع التعبير أو هو لا يستشعر الجمال ، تحت وقع الرتابة و المألوف ، فإن الأخير – ألأديب ، الفنان يلتقط ، و يتفاعل و يصوغ .. و يصنع .. و يبدع و ينتج عملاً فنيّاً .. لوحة فنيّة ، أو قصيدة أو رواية .. تكتمل
فيها إلى حدّ كبير ، شروط العمل الفني ، و معاييره.
بالنتيجة ، ليس بالضرورة أن نكون مبدعين ، باعتبارنا متلقين .. كي نتذوق عناصر الجمال .. كما ليس بالضرورة أن نكون لاعبين محترفين كي نستمتع بمشاهدة لعبة كرة القدم ..

– أحمد المثاني –

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى