عبيدات ..انتخابات مجالس فروع نقابة المهندسين ،، مخالفات وعيوب مشينة

#سواليف

كتب المحامي والقاضي السابق والناشط الحقوقي #لؤي_جمال_عبيدات ما يلي :

#انتخابات #مجالس #فروع #نقابة_المهندسين ،، #مخالفات و #عيوب_مشينة .

تنص المادة ٢٩ من قانون نقابة المهندسين رقم ١٥ لسنة ١٩٧٢ على وجوب انتخاب مجالس فروع النقابة من قبل الهيئات العامة لهذه الفروع وفقا لاحكام القانون المذكور .

وقد شددت المادة ٣٥ من القانون على وجوب الالتزام بقاعدة (( سرية الانتخابات )) فلذلك يغدو امرا مخالفا للقانون بشكل فاضح اجبار بعض شرائح المهندسين خصوصا اولائك الذين يعملون في المؤسسات الحكومية المختلفة على تصوير ورقة الاقتراع بعد كتابة اسماء المرشحين الذين يصَوِّت لهم وارسال صورة عن ورقة الاقتراع بعد تعبئة اسماء الذين جرى اختيارهم إلى جهات معينة وإفشاء سر عملية الاقتراع ، ولا يتوقف الأمر عند حدود مخالفة القانون فحسب بل ان اجبار الناخب على تصوير ورقة الاقتراع وإرسالها لأشخاص آخرين او جهات اخرى وافشاء اسرار اتجاهاته الانتخابية يعد جريمة يعاقب عليها القانون وفق حكم الماده ١٨٢ من قانون العقوبات التي اعتبرت ان كل تعطيل لتنفيذ احكام القوانين والانظمة يعد جريمة تُخْضِع الفاعل والمشترك والمحرض والمتدخل للمسائلة القانونية .

ما يُضحك ويثير الاحساس بالغثيان ، تذرع بعض الاشخاص والجهات ، بأن مسألة سرية الاقتراع امر خاضع ل (( الحرية الشخصية للناخب )) وان موافقته على إفشاء سر اتجاهاته الانتخابية امر مشروع طالما انه قد تم بموافقته لكون هذه الموافقة تندرج تحت مفهوم (( الحرية الشخصية )) ، وفي هذا المقام نشير إلى الثوابت الحقوقية التاليه :

اولا: يخطيء من يظن بأن سرية الاقتراع هي ضمانة للناخب ، حتى يقال بأن هذا الناخب يتصرف ضمن دائرة سيطرته على حقه بحريته الشخصية ، فلا يجوز ولغايات التمتع بالحق بالحرية الشخصية الإطاحة بحريات اخرى ، مثل حرية المشاركة في الانتخابات ناخبا ام مرشحا ، وحرية اختيار المرشح الذي يريده الناخب .

ثانيا : ان سرية الاقتراع ليست ضمانة للناخب فحسب انما هي ضمانةٌ اكبر للمرشحين ، وضمانة لحصولهم على أصوات تعدل وزنهم الانتخابي الحقيقي .

ثالثا : ان سرية الاقتراع ضمانةٌ لسلامة العملية الانتخابية وتجردها من العبث السلطوي والتدخل القهري ، وذلك حتى تكون تعبيرا حقيقيا لا زائفا عن الارادة الشعبية ، وحتى تتمكن غالبية الناخبين من اصطفاء الأفضل والأجدر .

رابعا : الكل يعلم ان المهندسين الذي يعملون في الهيئات الحكومية والمؤسسات الرسمية والعامه تكبلهم وتقوض حرية الاختيار لديهم ترسانة من النظم الإدارية التي من شأن توظيفها بشكل استنسابي وكيدي وغير منصف الحاق ابلغ الضرر بشخوص الخاضعين لها ، وبالتالي فإن إجبارهم على إفشاء اتجاهاتهم الانتخابية امر معيق لحرياتهم الانتخابية ومخل بها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى