عارٌ في الرابطة

عارٌ في رابطة الكتاب
بقلم
سعادة أبو عراق

أسمح لنفسي أن أجأر بالمسكوت عنه في هذه الرابطة التي تجتر خيبتها من دورة إلى أخرى ومن تراجع إلى تراجع أعظم ، ومن فساد إلى فساد أوسع .
هاهي انتخابات رابطة الكتاب قد انتهت ، وصعد الصاعدون إلى السدة الإدارية ، وتلقوا التهاني المناسبة ، وما كانت إلا تحصيل حاصل لمدونات السلوك الانتخابي الذي كان يجري على أنه مظهر ديموقراطي يجب أن يُحتذى في مجال الانتخابات البرلمانية والبلدية والنقابية في هذا البلد ، بسبب ما يفهم بان الكتاب يفعلون ما يقولون .
بداية فأنا لم أكن مرشحا ، بل أنا من عباد الله المرشين ( بكسر الشين ) أجد الاهتمام فوق العادي بشخصي الكريم ، كما هم غيري في الفترة مابين أيام النكبة والنكسة ، من كل عام فردي ، وأقوم بالحج إلى قاعة مجمع النقابات لأمارس طقوس الانتخابات ، لتخرج لنا بعد ذلك هيئة إدارية عاجزة ،لنشتمها بعد سنتين .
أما هذه السنة ، وربما كل السنين السابفة ، فإن القراءة الأولية لأسماء الفائزين وعدد الأصوات التي حصلوا عليها ، ترينا أنها ليست في حالى أقل فسادا من الإنتخابات العربية ، وإن كاتبنا ليس أفل فسادا وإفسادا من مواطن غلبان يبحث عن سند له في البرلمان أو المجلس البلدي لعله يرجو منه منفعه أو يدفع عنه مظلمة عند رئيس المخفرأو في البلدية أو عند المحافظ ، وها نحن نجد الفائزين كاعضاء في الهيئة الإدارية هم من المتنفذين في الوسائل الإعلامية والدوائر الثقافية ، وأنهم ليسوا من الصفوة من المبدعين الذين يمثلون وجه وضمير الأردن
ابارك للزملاء أعضاء الهيئة الإدارية الجدد فوزهم ، ولا أشك في نواياهم ،وأعرف أنه لا محظورات في المعركة الانتخابية ، ولهم أن يستعملوا كل وسائل الترغيب لجذب الأصوات ، أكانت من على المنابر أو وشوشة من خلف الظهر ، فالمشكلة ليست عندهم ، إنما المشكلة في عقلية الكاتب الذي يجب أن يكون أكثر بعدا عن التزلف والنفاق لهؤلاء الذين انعم الله عليهم بان جعلهم في مواقع القرار بأن ينشروا مقالا أو قصيدة أو لا ينشروا ، بأن يلمّعوا أحدا أو يطفئوا لمعة آخرين .
نعود للكتاب الذين لا يختلفون عن مواطن مسكين يبحث عن مؤازر له في البرلمان ، فلدينا من الكتاب الذين يبحثون عمن يمرر لهم ما يكتبون ، ويشعرون بالفضل والامتنان له ، ويجزونه أصواتا ، ويردون الجميل جميلا ، إنها نفس قصة الفساد الإفساد ، فالحكومات أفسدت المواطن ،ليخرج هذا المواطن مجالس فاسدة .
أيها الكتاب ، الستم تمتهنون التنوير ، وتدعون بأنكم الرائد الذي لا يكذب أهله ، وأنتم تجهدون نحو قانون انتخابي عصري ، فكيف تنسون ذلك في مجمع النقابات ، في سبيل وعد بأن تنشر لكم قصيدة أو قصة .

أيها الكتاب كيف ترون التزلف في وجوهكم وأنتم تنظرون في المرآة ، بعدما انتخبتم شخصا متنفذا وضعه القدر في موقع الصنبور ، وأنكم ترفعون إلى الواجهة أشخاصا يمكن أن تلطخ وجوهكم ، وأدبا كان ثمنه أصواتا انتخابية وليس أكثر .
أيها الكتاب ،عار أن ينفجر الدمل ويخرج منه هذا القيح والصديد ، عار أن تتستروا على قاذورات بيتكم الداخلي ، عار أن تجتروا الخيبات على مدى هذه الدورات العجاف ، وتبدون مهارة في طبخ الحصى ، عار أن يكون كرسي الهيئة الأدارية منصة للشهرة ، وبديلا عن الإبداع الحقيقي ، عار أن يكون باب النجار مخلعا

———————
الإسم : سعادة أبو عراق
رقم الخلوي : البريد الالكتروني : saadehabuiraq@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى