
الدواء المعجزة
قصة طريفة وردت في حديث المساء للكاتب أدهم شرقاوي، وفيما يلي اقتباس لها :
عائلة فقيرة مؤلفة من الأب والأم وولد وبنت صغيرين. مرض الصبي مرضا شديدا، وبعد الفحوص المخبرية والتحاليل الطبية، تبين أنه يعاني ورما في رأسه. وبعد حديث مع الطبيب المعالج، عاد الأب إلى البيت، ليخبر أم الصبي أن ابنها بحالة حرجة، ولابد من إجراء عملية جراحية باهضة التكاليف، وأن الصغير لن ينجو دون معجزة.
في هذه الأثناء كانت البنت الصغيرة، تسترق السمع إلى حديث والديها، فأسرعت إلى غرفتها وفتحت حصالتها، لتجد فيها دولارا واحدا. أخذت الدولار وتوجهت إلى أقرب صيدلية، ووقفت تنتظر أن يفرغ الصيدلي من الحديث مع رجل وجدته هناك. ولما طال الحديث وضعت الطفلة الدولار على الطاولة بغضب وقالت للصيدلي: أعطيني معجزة ..!
قال لها الصيدلي : ألا ترين أني مشغول بالحديث مع أخي، الذي لم أره منذ سنتين ؟ ثم أردف : ومن قال لكِ أني أبيع معجزات ؟ عندها قال لها شقيق الصيدلي باهتمام : حدثيني عن المعجزة التي تريدينها. فقالت له ببراءة : لا أعرف . . قال أبي لأمي أن أخي يحتاج إلى معجزة كي لا يموت. فهل يكفي هذا الدولار ؟
قال لها بابتسامة وصوت دافئ : دولار واحد هو ثمن المعجزة بالضبط، ولكن علي أن أرى أخيكِ أولا. كان هذا الرجل هو ( كارلتن آرميسترونج ) جراح الأعصاب الشهير. فذهب مع البنت إلى بيتها وقابل أبويها، وعندما راجع الفحوص المخبرية والتحاليل الطبية، قال لهما : أنا سأجري له العملية في مشفاي.
وبالفعل قام الطبيب بإجراء عملية ناجحة للصبي، ولم يتقاضَ أكثر من الدولار الذي أعطته إياه البنت الصغيرة. ثم علق الدولار في إطار على أحد جدران عيادته وكتب تحته : ( هذا الدولار ثمن معجزة ) “. انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق :
هذا درس في الشعور الإنساني الذي اجتاح مشاعر الطفلة الصغير وسارعت لإنقاذ أخيها بكل براءة، وقد قيض الله لها من يعالجه بلا مقابل. أما الطبيب فقد دفعته أيضا مشاعره الإنسانية لفعل الخير، ولم يترفع عن معالجة المريض الفقير، أو يتقاضى أجرا على ما قام به من عمل إنساني، معتبرا أن المال أفضل خادم للإنسان ولكنه أسوأ سيد إذا تحكم بتصرفاته.