“الكرامة الضائعة” / سامي السلوادي

“الكرامة الضائعة”
يقول المولى عز وجل في كتابه الحكيم:
{وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ}

اليوم : الخميس
التاريخ : ٢١/٣/١٩٦٨
المكان : منطقة الكرامة في وادي الأردن

يوم توحدت كتائب الجيش الأردني الباسل مع الفدائيين الفلسطينيين لتكتب تاريخاً جديداً يفتخر به الأبناء والأحفاد ، بعد أن عامٍ من الهزيمة المُذلة للجيوش العربية التي لم تصمد مجتمعة ٦ أيام أمام العدو الصهيوني لتكتب “نكسة” لكل العرب الذين لم يفيقوا من “نكبتهم” في فلسطين بعد.

يوم الكرامة يوم تعاهدت صقور الجيش الأردني الباسل بعد أن ربطت أملها برب السماوات والأرض بأن تُقدم أرواحها رخيصةً فداءً لله ولتراب الوطن الغالي واضعةً حداً لخرافة “الجيش الذي لا يُقهر”.

ولأن الجنوب دوماً يزرع الفرسان، فكان منصور كريشان ابن معان الأبية ، ابن الجنوب الذي لا ولم يرضى الدنية ، إحدى فرسان الجيش الأردني الباسل في معركة الكرامة، الذي كتب بدماءه الطاهرة الزكية تاريخاً مشرفاً مشرقاً ،بعد أن اختار روحه هدية للوطن في يوم الأم ، فكان كريشان قائد كتيبة الحسين الآلية الثانية تلك الكتيبة التي أذاقت العدو الصهيوني الويلات ولقتنه درساً لا يُنسى في الشجاعة.

ولأن معان مصنع الرجال قدمت لنا أحد فرسان معركة الكرامة ابن الحويطات المرحوم باذن الله مشهور حديثة الجازي قائد الجيش الأردني الباسل الذي كان فارساً مغواراً أذاق العدو الصهيوني الغاشم الويلات ، فكرس جُل حياته مدافعاً للوطن جندياً وفياً للأرض.

ولم يبخل شمال الحب والفخر والعز عن تقديم أبناءه الشهيد تلو الشهيد من عيسى صياحين مروراً براتب البطاينة وسالم الخصاونة وحمد الشروع وغيرهم الكثير والكثير من أبناء مدينة إربد الشموخ.

والشهداء الأبرار عبدالمجيد بني أحمد وأحمد حسن بني أحمد وكرم الزيود وحسين الجمعان أبناء جرش العز والمفرق الجميل.

ولا ننسى شهداء مأدبا الأبية من أمثال الشهيد مقبول الزين وإسماعيل المراعبة وعبدالرحمن الغنيمات وغيرهم من أبناء مدينة مأدبا التاريخية.

وأبناء فلسطين الحبيبة من أمثال الشهيد عارف الشخشير ابن نابلس والشهيد أحمد خليل ابن مدينة خليل الرحمن وخالد أبو بكر ابن مدينة جنين وغيرهم من أبناء فلسطين الذين اختلطت دمائهم الزكية دفاعاً عن تراب الأردن الغالي.

ولا يمكننا ذكر الكرامة دون أن نذكر أحد أهم وأشجع أبناءها الفارس البطل مصطفى جدعان وراد الخرشه “أبو جدعان” ابن كرك العز ، أبو جدعان الذي استطاع بعد فضل الله رغم الإمكانيات العسكرية الضعيفة والمحدودة بأن يُدمر أربع دبابات صهيونية خلال مشاركته في معركة اللطرون الشهيرة مسجلاً أروع قصص البطولة والبسالة.

كم ترى الأمة اليوم بحاجة إلى تلك العزائم الأبية التي سطَّرت تاريخ كرامتنا التي أضعناها في زمن توالت فيه على الأمة النكبات والنكسات .

كم ترى مناهجنا المدرسية اليوم بحاجة إلى قدوات في الشجاعة وحُب الوطن نزرعها في عقول أبناءنا الطلبة أمثال أبو جدعان وكريشان ومشهور حديثة تكون كبارقة أمل في زمن أضعنا فيه عروبتنا ومقدساتنا.

كم ترى الأمة اليوم بحاجة لمن يُعيد لها “كرامتها الضائعة”.

يوم الكرامة يوم من أيام الله ، يوم نصر ، يوم عز ، يوم فخر ليس لكل أردني فحسب بل لكل عربي ومسلم .

#معركة_الكرامة
#سامي_السلوادي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى