صناعة عمان ترفض رفع الضريبة على المواطن والقطاع الصناعي

سواليف _ أكدت غرفة صناعة عمان رفضها لأي رفع لنسبة الضريبة على القطاع الصناعي أو المواطنين، وخصوصا في ظل ما يشهده الاقتصاد الوطني من تراجع وتباطؤ في غالبية مؤشراته الكلية وأبرزها نسب النمو الاقتصادي ومعدلات البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين ولفتت الغرفة الى ان ارتفاع تكاليف الانتاج في القطاع الصناعي والتي افقدته ميزته التنافسية في السوق المحلي واسواق التصدير حدت بشكل كبير من قدرة القطاع على جذب الإستثمار ذي القيم المضافة وتوليد المزيد من رؤوس الأموال والتي تدعم بدورها الاقتصاد الوطني. مشددة على ان مثل هذه القوانين تؤدي الى تهريب المستثمرين وتشكل عامل طرد لهم وكذلك دفع الكفاءات الى الهجرة خارج الوطن، كما بينت الغرفة ان مقترح القانون الجديد والمتعلق بالضريبة المقطوعة على العقارات يتنافى مع مبادئ الضريبة حيث انها بذلك تتحول من ضريبة دخل الى ضريبة مبيعات وستؤدي الى ارتفاع الكلف علما بان العقارات تدفع ضرائب أخرى تصل الى % 15 ، وهي مخالفة للمادة 111 من الدستور الأردني بشكل واضح والتي تنص على مبدأ التصاعدية، مع تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية وأن لا تتجاوز قدرة المكلفين على الأداء.

واشارت في بيان اصدرته الى ما تم تداوله من أخبار حول مشروع قانون جديد لضريبة الدخل لسنة 2017، يفضي إلى تخفيض الإعفاءات الممنوحة للأفراد والعائلة إلى النصف وفرض ضريبة على أجور الشقق والمحلات التجارية ورفع معدلات الضريبة على مختلف القطاعات الإقتصادية، وعلى الرغم من التأكيد بأنه لا يوجد شيء رسمي بهذا الخصوص، وان ما تم تداوله هو مجرد مقترحات من ضمن مقترحات أخرى ما زالت قيد الدراسة، وأنه لا يوجد حتى الآن مسودة رسمية للقانون، إلا أن استمرار وجود مثل هذا التفكير الذي يركز على حل مشكلة العجز المالي في موازنة الدولة من خلال فرض المزيد من الضرائب هو منبع الخوف إذ أنه أثبت فشله في مختلف دول العالم فيما نجحت دول أخرى في حله من خلال تحفيز النمو الاقتصادي وتوليد مصادر دخل جديدة ومستدامة لموازنة الدولة عوضاً عن الإيراد السريع الذي تبحث عنه الحكومة.

ففي الوقت الذي تركز فيه أبسط أدبيات إدارة الاقتصاد على أن الثقة هي عامل حفز وجذب للنمو الاقتصادي من خلال المزيد من الإستثمار والإنتاج والاستهلاك نرى أن الحكومات المتعاقبة دأبت وما زالت على تعديل وتغيير القوانين الاقتصادية ذات الأثر المباشر على قرارات الإستثمار والاستهلاك للمستثمر والمواطن على حد سواء، إذ أنها تعمل على تغيير وجهة المستثمرين المحتملين وحفز القائمين للبحث عن اقتصادات أكثر استقرارا وأماناً، كما وتعمل على تغيير أنماط الإستهلاك لدى المواطنين تجاه التحوط والادخار عوضاً عن الإستهلاك الذي يدفع بالطلب المحلي وتنشيط قوى العرض والإنتاج في السوق، علماً بأن الإجراءات الأخيرة التي أجرتها الحكومة على السلع الخاضعة لضريبة المبيعات والتي أربكت السوق المحلي لفترة كبيرة من الوقت ولم تؤتِ ثمارها المتوقعة من وجهة نظر الحكومة إذ أنه ووفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة المالية للنصف الأول من العام الحالي فقد إنخفضت الإيرادات الضريبية بما نسبته 2.3% عن مستواها لذات الفترة من العام السابق وذلك نتيجة لتراجع إيرادات ضريبة الدخل بما نسبته 4%، وضريبة المبيعات بما نسبته 1.1% وضريبة المعاملات المالية بما نسبته 7% مما يبين بأن استجابة قوى العرض والطلب السلبية للإجراءات كانت بأسرع من المتوقع.

واوضحت الغرفة أنها حال ورود مشروع القانون لمجلس الأمة، ستقوم بالتواصل مع لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، لتوضح الاثر السلبي لأي زيادة في الضريبة، حيث تمكنت الغرفة سابقاً ومن خلال متابعتها مع اللجنة خلال مناقشة مسودة المشروع الحالي للضريبة، من ابقاء الضريبة على القطاع الصناعي عند نسبة 14%، بعد أن كان مشروع القانون يتضمن زيادة هذه النسبة، حيث بينت الغرفة للجنة أهمية الصناعة الوطنية في دعم الاقتصاد الوطني وتشغيل الأيدي العاملة الوطنية، حيث تعتبر الصناعة من أهم القطاعات الدافعة للنمو الاقتصادي في المملكة، ويشكل القطاع الصناعي حوالي 25% من الناتج المحلي الاجمالي، كما يشغل حوالي (230) الف عامل وعاملة، يعيلون أكثر من مليون مواطن، أن هذا القطاع هو القطاع الأقدر على توليد المزيد من فرص العمل ورؤوس الأموال وإعادة تدويرها داخل الإقتصاد، ويساهم بتخفيض عجز الميزان التجاري المتفاقم وتعزز صادراتها احتياطات المملكة من العملات الصعبة، علما بأن القيمة المضافة للقطاع الصناعي تزيد على خمسة مليارات دينار اردني، حسب المسح الصناعي، من الانتاج الكلي للقطاع الصناعي البالغ حوالي 15 مليار دينار، في حين أن القيمة المضافة لجميع القطاعات الأخرى لا تتعدى الملياري دينار. هذا بالإضافة الى ارتباط هذا القطاع بالعديد من القطاعات الاقتصادية الاخرى ومنها البنوك والتجارة والنقل، والتي تنظر الغرفة اليها بصفتها قطاعات مكملة لا منافسة.

وتمنت الغرفة من القائمين على رسم السياسة المالية بالقيام بما من شأنه تحفيز الاقتصاد والكف عن التصريحات المؤثرة سلباً على الثقة باقتصادنا الوطني وقدرته على النمو، وهذا ما يؤكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين دوماً وآخرها زيارة جلالته الاخيرة لهيئة الإستثمار ومتابعته للإستثمار ومحدداته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى