
غزة في عهد دحلان
حماس حركة المقاومة الاسلامية التي قامت على اسس اسلامية وطنية قائمة على حرب وجود مع اسرائيل، هذه الحركة تستمد مقومات وجودها ليس من اشخاصها فحسب، بل من ثوابت الشعب الفلسطيني، القائمة على عدم الاعتراف باسرائيل جملة وتفصيلا، وحق الشعب الفلسطيني في كامل اراضي فلسطين التاريخية، وحق العودة لكل فلسطيني في الشتات، هذه الثوابت بجانب صمود الشعب العظيم هي من جعلت من حماس حركة تحرير وطنية تتمتع بشعبية عالية، رغم سوء الوضع الاقتصادي لفلسطيني غزة في وجود حماس.
في 2006 قامت حماس بحسب قيادتها بتطهير غزة من دحلان وزمرته، بحجة مواقفه المناهضة للمقاومة.
طُرد دحلان من غزة واستلمت حماس زمام الامور، وصمدت غزة منذ ذلك الحين الى الآن، صمدت في وجه الاحتلال الاسرائيلي، وفي وجه المؤامرات الداخلية، وافتخر كل عربي ومسلم بهذا الصمود.
الصمود الاسطوري لهذا الشعب، واحتوائه لحركة حماس وتحمله للظروف الاقتصادية ما هو ايماناً منه بالثوابت التي اسمدتها حماس من الشعب، ووجود حماس في غزة ما هو الا ايمانهم بالثوابت الوطنية وعدم الاعتراف باسرائيل، والمقاومة حتى تحرير أخر شبر من اراضي فلسطين، وعودة اللاجئين الى اراضيهم.
تفاهمات حماس مع دحلان بشأن الاتفاق على ادارة مشتركة للقطاع بوجود دحلان لا يمت للوحدة الوطنية بصلة، لانه ببساطة هو تخلي حماس عن ثوابت الفلسطينين، واعادة الظلم للفلسطينين داخل القطاع، والتنسيق الامني مع اسرائيل داخل القطاع.
شعبية حماس واحتواء الشعب لهذه الحركة مرتبط بفكرة المقاومة التي تتبناها حماس، واي تنازل او تخلي عن هذه الثوابت يجعل حماس حركة سياسية تتفاوض بشكل مباشر وغير مباشر مع الصهاينة للحصول على تفاهات الامور المعيشية.
عودة دحلان للقطاع بأموال الخليج، ستقلب الموازين رأساً على عقب، وسيشتري ضعفاء النفوس لتشكيل جبهة يعتمد عليها للوصول لرئاسة السلطة الفلسطينة، وعند تحقق ما اشرنا اليه، ستكون حماس المسؤول عن اي تنازلات يقوم بها دحلان، والتي تراهن اسرائيل عليه في تصفية القضية الفلسطينية.
رغم ذلك الا ان الشعب هو الحاضن للمقاومة، وسيجد البديل عن حماس اذا تخلت عن ثوابت الشعب الفلسطيني، وكما وُلدت حماس من رحم الشعب ستولد حركات اخرى يتبناها الشعب ويكمل مسيرة المقاومة.