لماذا الصحوة الآن؟
ولماذا فقط ضد قانون الضريبة؟
شخصياً انا ضد كل ضريبة ترهق المواطن لكن كنت أتمنى من النقابات التي احترمها وأجل منتسبيها والتي افاقت من نوم طويل ومن الأحزاب التي ما زالت في سباتها العميق وقفة كهذه الوقفة منذ سنين طوال عجاف ، ضد الفساد في وطننا وضد نهب المال العام وتنمر الفاسدين وضد محاصصة الحيتان للمكتسبات وتغولهم على الاسواق وضد تردي مجلس النواب وسيطرة الحكومة عليه وضد التلاعب بالإنتخابات وضد تكميم الأفواه وكبت الحريات والتضييق على اصحاب الفكر الرأي والصحافيين والاقلام الحرة وضد اتفاقية شراء الغاز من العدو الصهيوني وضد قانون الاستثمار الذي يسمح للإسرائليين بشراء الاراضي والاستملاك والإستثمار في وطننا وضد بيع ثرواتنا الوطنية ، الفوسفات والبوتاس والميناء والمطار وشركات الكهرباء والاتصالات واراضي العبدلي وضد العبث باموال الضمان الاجتماعي وضد تغيير المناهج وضد قانون الخدمة المدنية الذي أساء للموظفين وللمعلمين على وجه الخصوص وضد رفع الدعم عن الخبز وضد رفع أسعار الكهرباء وضد رفع أسعار المحروقات وضد التسعيرة الظالمة للمشتقات النفطية وضد كل رفوعات الأسعار التي أرهقت المواطنين وجعلت غالبيتهم فقراء ، وضد تراجع الخدمات الصحية وتقهقر التعليم وتدمير قطاع الزراعة وخراب بيوت المزارعين وضد وضد وضد، حيث القائمة تطول.
لماذا هذه الصحوة فقط ضد مشروع قانون ضريبة الدخل؟ هل صحيح ان هذا القانون لن يتأثر من تطبيقه في حال نفاذه غالبية الأردنيين ، ام ان ارتفاع الضرائب على التجار والشركات سيدفعها المواطنون فروق اسعار سترتفع على المستهلكين ، هل صحيح لان مواد القانون اقتربت من البعض الثري والمتهربين من الضرائب فان هؤلاء المتنفذين استطاعوا التجييش ضد القانون لانه مس مصالحهم ؟ ام هل كل ما سيجري زوبعة في فنجان وسيتم إقرار القانون كما تريده الحكومة ؟ وسيعود الجميع الى سبات طويل بعد ذلك وتستمر الحكومات في غيها وظلمها للناس؟ ام ستستمر الصحوة وستكون بداية تظافر كل جهود المخلصين وبداية مشروع إصلاح حقيقي لإنقاذ الوطن ، أتمنى ذلك.
