الدكتور إبراهيم محمد إبراهيم الجوارنه
جامعة اليرموك/ كلية الشريعة
قسم الفقه وأصوله.
أتعجز دولة مثل المملكة الأردنية الهاشمية، والتي مضى على تأسيسها أكثر من مئة عام على تأهيل وتعبيد وإنارة طريق معان – المدورة، والتي لا يتجاوز طولها (130 كم) حيث تعتبر شريان المملكة الأردنية الهاشمية بشقيقتها المملكة العربية السعودية. فالطريق:
أولاً: متهالكة ومتصدعة وخطرة جدآ لا تصلح أن تكون طريقاً زراعياً. فكيف يرتضي المسؤولين في دولة القانون والمؤسسات أن تكون طريقاً دولياً وهي بهذا السوء ؟.
ثانياً: ضيقة جداً بالكاد تتسع لسيارتين صغيرتين. علماً أنها الطريق الحصري لحجاج بيت الله الحرام إلى الديار المقدسة من خلال الحافلات الكبيرة.
ثالثاً: ليس فيها أي عامود إنارة.
رابعاً: بالكاد ترى بين مسافة طويلة وأخرى عاكسة أو عاكستين أو ثلاثة.
خامساً: إن الأرض التي تمر بها هذه الطريق سهول منبسطة ليس فيها جبال أو وديان، فلا تحتاج إلى كبير عناء، أو كثير مال.
ألا يشعر هؤلاء المسؤولين بتأنيب الضمير بدءاً من رؤوساء الوزراء المتعاقبين، مروراً بوزراء الأشغال العامة والإسكان، وانتهاءً بنواب الوطن، وهم يرون الحال المتردي الذي وصلت إليه هذه الطريق مع أهميتها دون أن يحركوا ساكناً ؟.
ألا يعد عدم تعبيد وإنارة هذه الطريق سبباً مباشراً في كثرة وقوع الحوادث عليها، وفقد العشرات من أرواح البشر، والذين سيتعلقون يوم القيامة برقاب هؤلاء المسؤولين. لأنهم لم يمهدوا لهم الطريق. فهذا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب يقول:(لو أن جملا أو قال شاة أو قال حملا، هلك بشط الفرات، لخشيت أن يسألني الله عنه) فكيف بالسؤال عن البشر ؟.
وختاماً أذكر هؤلاء المسؤولين بقوله صلى الله عليه وسلم:(ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)، متفق عليه.