طارق بن زياد يخرق الحجر الصحي !!!

طارق بن زياد يخرق الحجر الصحي !!!
الحسين قيسامي

دخل المدينة وهو يترنح فِي مِشْيَتِه…محتارا متجها نحو وسط البلدة…يهرش رأسه…ماذا وقع لسكان المدينة ؟ يعاني من تهيج في جسمه الشيء الذي يثير لديه الرغبة في الهرش.
اعتقد ان البلدة مهجورة تسكنها الأشباح…في مخيلته يعود سبب هجرة الناس إلى نضوب الموارد الطبيعية، او انتشار جائحة قد عصفت بالسكان.
في غفلة … قطيع من الغزلان البرية تتجول بحرية تامة في إحدى الساحات العامة التي من المفروض أن تكون مكتظة بالناس والسيارات. وليس بعيدا، رأى قطيعا من الجمال تجوب شوارع البلدة، فيما بقي السكان المحليون خلف النوافذ يراقبون المشهد بصمت. ابتسم متسائلا: هل تحول الناس إلى كائنات فزعة، خائفة، ثابتة في أماكنها؟. أصبح ” الغريب” يغوص في فلسفة وجودية تميل إلى الحرية التامة في التفكير، و تؤكد على مسألة تفرد الإنسان. دخل في هستيريا… هل انا هو “الغريب” في رواية ألبير كامو…الغريب المتمرد والعبثي، الذي يتساءل حول ماهية الحياة التي يحكمها اللامعنى؟.
يمشي بتثاقل ويتساءل مرة أخرى: هل مصير الناس هنا في هذه البلدة مرتبط بالعبث الذي يعتري الوجود الإنساني، و هل الموت يترصد الجميع أفرادا وجماعات …هل اصبحنا شخوص رواية ” الطاعون” لالبير كامو؟.
واصل مشيه بصعوبة وهو يترنح آملاً في أن يرى أحد سكان القرية.. لاحظ مرور مجموعة من الأفراد مرتدين أقنعة ربما يحاولون حماية أنفسهم من مرض ما. تذكر عصر الفتوحات متنهداً، متحسراً على مجد الأندلس الغابر.
يشهر سيفه في وجه المارين:
” يا أيها الناس أين المفر، البحر من ورائكم، والفيروس كوفيد تسعطاش أمامكم، واعلموا أنكم فى هذه الدنيا أضيع من الأيتام فى مأدبة اللئام.”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى