تواجه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، ضغوطًا متزايدة، من قبل ذوي الجنديين اللذين تقول حماس إنهما محتجزان لديها، وتتكتم على مصيرهما، منذ الحرب الأخيرة، التي شنها الاحتلال، على قطاع غزة.
وتعتزم عائلتا الجنديين الإسرائيليين، هادار غولدين وأورون شاؤول، و يفترض أنهما قتلا إبان عدوان “الجرف الصامد” على قطاع غزة قبل عامين، وتحتفظ حركة “حماس” برفاتهما، تدشين حملة واسعة، هدفها “تذكير الإسرائيليين بالملف الذي يبدو وأن الحكومة تحاول طمسه، نظرا للخلاف السائد بين عدد من الوزراء بشأن الثمن الذي ينبغي أن يُدفع نظير إعادة الجثامين”.
ونقلت وسائل إعلام عبرية اليوم الخميس عن مصادر تنتمي لعائلة أحد الجنديين، أن الحرب بالنسبة لهما لم تنته بعد، وأن العائلتين بصدد تدشين حملة واسعة، سوف تستخدم فيها جميع الوسائل المتاحة لتوعية الإسرائيليين وتذكيرهم بالجنديين المختفيين منذ عامين، والضغط على الحكومة للعمل على إنهاء تلك الحالة.
ومن المفترض أن تشمل الحملة التي ستنطلق يوم غد الجمعة، نشر إعلانات على مواقع الإنترنت، وعبر تطبيقات الهواتف الذكية، وتم تحديد الجمعة لأنه يتواكب مع نهاية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي حصد أرواح أكثر من 2000 فلسطيني.
ولا تعتبر العائلتان، ومعهما مئات المتضامنين، أن العدوان الذي شنه الجيش الإسرائيلي على القطاع قد انتهى، لذا سوف تتضمن الحملة إشارة إلى ذلك، عبر استخدام جملة “هذا هو اليوم رقم 770 لعملية الجرف الصامد، الحرب لن تضع أوزارها قبل أن يعود أبناؤنا”.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد انضمت الكثير من وسائل الإعلام العبرية للحملة، وأبدت استعدادا لنشر الإعلانات، في إشارة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد عودة الزخم إلى تلك القضية التي لم تتضح ملامحها النهائية بعد، في ظل رفض وزراء بحكومة الاحتلال تحمل ثمن كبير نظير إعادة الجثامين، مثل إبرام صفقة تبادل كبرى، بمقتضاها يتم إطلاق سراح فلسطينيين تتهمهم إسرائيل بالإرهاب.
لكن الحملة في حد ذاتها سوف تخلق المزيد من الضغوط على حكومة الاحتلال ومن يقف على رأسها، ولا سيما وأن الحديث يجري عن حملة منظمة وربما تشهد تطورات، من منطلق أن الأمر يتعلق في النهاية بقضية لا تخص فقط ذوي المفقودين، وتعيد إلى الأذهان قضايا مماثلة، انتهت بصفقة تبادل كبرى، مثل الصفقة بين إسرائيل وحزب الله على سبيل المثال، عقب نهاية حرب لبنان الثانية العام 2006.
ودعت عائلتا الجنديين حكومة نتنياهو للعمل بشكل أكثر جدية وباستمرار من أجل إنهاء القضية، ونوهت مصادر أنه طالما ظل غولدين وشاؤول في قبضة حماس، فإن الحكومة الإسرائيلية بذلك تحنث بوعودها تجاه جنديين تم إرسالهما للقتال، وكذلك تجاه عائلتيهما.
وكانت العائلتان قد طالبتا قبل شهرين أن يتضمن اتفاق المصالحة الأخير بين إسرائيل وتركيا إعادة الجثمانين كشرط للتوقيع، وأقامت عائلة أحدهما خيمة احتجاجية أمام منزل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالقدس المحتلة، فيما كسبت عائلة الجندي أورون شاؤول المزيد من تعاطف الإسرائيليين، عقب تدهور الوضع الصحي لوالده الذي يعاني من السرطان.
ومن المنتظر أن تتسبب الحملة المزمعة في المزيد من الضغوط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ولا سيما في ظل معارضة شديدة يبديها وزير التعليم نفتالي بينيت، رئيس حزب “البيت اليهودي” اليميني المتطرف، والذي يرى أنه من غير الممكن إعادة الجثامين بأي ثمن، واقترح مؤخرًا القيام بعملية اختطاف كبرى بحق قيادات من حماس، بهدف المساومة عليها.
ويتبع وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المتطرف أيضًا نهجًا حادًا تجاه حماس بشأن صفقة تبادل محتملة، وينظر إلى مثل هذه الصفقات على أنها رضوخ للأخيرة، ويميل إلى عدم الدخول في صفقات من هذا النوع.