تقنية (جي بي أس) / جروان المعاني

تقنية (جي بي أس)
القول ما قال الحاكم بأمر الله قائد القوات الجوية الأمريكية هايتين (علينا الاعتراف بأن النزاع في المستقبل يمكن أن ينطلق في الفضاء أو يتمدد إليه) جاء هذا الكلام بناء على اخبار مفادها ان روسيا والصين تعملان لحد كبير لشن هجوم على امريكا في الفضاء التي تُسخر تقنية (جي بي أس) لغايات عدة اهمها معرفة كل ما يدور على الارض من الفضاء.
وكعربي لا تعنيني هذه القضايا، ولا حتى موقف هايتن من ردة فعل الشعب الامريكي العظيم على هذا الامر، لكن تعنيني جدا تقنية (جي بي أس) وكيف يمكن لبلادنا الاستفادة منها لكشف بؤر الفقر ومعرفة الفاسدين الذين تسببوا به، ولتحديد الاماكن التي تتراكم فيها النفايات للحد من امراض الصيف القادمة خصوصا مع وجود شلالات الدم في شوارع البلاد العربية وحتى لا تصيب العدوى المسؤولين ببلادنا او لا قدر الله يصاب احد ابناءهم العدوى من عوام الشعب، ولعل الامر الاهم لاهتمامي بهذه التقنية هي تحديد اسماء المتطاولين على اصحاب المعالي والدولة المنتشرين على تويتر ومواقع التواصل والذين يخدمون الارهاب بخلخلة السلم الاجتماعي والاقتصادي من خلال فضح اماكن الكاميرات التي تكشف كل شيء الا اوجاع الضمير .
في برنامج اذاعي حول الكذب جمع بين الصحفي احمد حسن الزعبي والكوميدي موسى حجازين، سمعت القصة التالية وارويها باختصار وبالتصرف :
يحكى ان احد الزعماء تعرضت طائرته لخلل فني فهلع الجميع وارتعدت اوصالهم، وتناسوا الزعيم، واخذوا بالدعاء لله ان ينجيهم، ولما تجاوز الطيار الخلل واقتربت الطائرة من النزول هرعوا جميعا على الزعيم يهنؤه بالسلامة، ووصل الامر باحدهم ان قال قد كنت متأكدا ان الامر سيمر بسلام لان الله لن يضر الزعيم …!!

نعم هو ذاك نحن بخير ما زال الزعيم بخير ودليلي على ذلك ان العراق وليبيا واليمن وسوريا ما زال فيهن احياء يتنفسون فالزعماء بخير .
وكذلك مصر هي خير فما دام الزعيم يستطيع الخطابة وما زال للامن سطوته حد تكسير عظام صحفي امام زوجته لانه كشف عن فساد بعض التجار وكل ما يجري في سيناء من تفجير غايته تعكير المزاج العام حتى لا يسمعوا خطاب الزعيم.
واذا اقتربنا من الجزائر سنجد ان الزعيم لم يجري حوار واحدا مع صحيفة وطنية حرة وجل اخباره يعرفها الجزائريون من خلال محطات التلفزة الفرنسية ذات تقنية عالية تعتمد على (جي بي أس).
اما في الاردن فلا حاجة لنا بها، فالرسائل التي تتحدث عن الفقر والبطالة من نوابنا الحاليين واصحاب المعالي والمستوزرين ، واصحاب الدولة المتنافسين على كسب رضا جلالة الملك كلها رسائل كلامية تستطيع سماعها مباشرة، فقد باتت ابوابهم مشرعة لكل مواطن فالانتخابات على الابواب.
جل ما اخشاه ان يتنبه اصحاب الدولة والسعادة والمعالي ان هذه التقنية تفضح حركاتهم المخفية ويبدأون بقول الحقيقية فيخربون البلد ويذكرونا بنكبة فلسطين وباخطار الهجرة القسرية السورية، ويفشون اسرار البلاء للفقراء فيثور الشعب من اجل رغيف الخبز، ايها الشعب انهم كذابين فلا تستمعوا لهم واذا ما جاءوكم زائرين لاجل صوتكم فاشترطوا عليهم هاتفا متطورا يحمل اخر تحديثات (جي بي أس) واياكم ان تطلبوا مالا مقابل صوتكم فهو امر يعاقب عليه القانون وتفضحه الاقمار الصناعية والمراقبين في هيئة الانتخابات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى