( صفنة) و #ثلاث_رصاصات
بقلم الناشطة السياسية :باسمة راجي غرايبة
صفنة زمنها أقل من نصف دقيقة وثلاث رصاصات كانت كافية لقرار من عاش في الصحراء ونهل من ذرات رمالها الحارقه ليشعل لهيب قلبه وروحه عزة وشهامة، في نهاية صيف وقبل أن ينتهي أيلول بذكرياته الحزينة العالقة بالذاكرة وقبل أن يبدأ أكتوبر آخر الممتلئ بمشاعر الفخر والانتصار، كان اللقاء مابين رصاص الشرف وخوذات جنود العدو لقاءا حارقا سريعا
صفنة لم تستغرق سوى ثواني معدودة لوضع الأصابع على الزناد وتفريغ ( باغة) مسدس لبطل مغوار لم يتعلم فن القتال العسكري بل ربما تعلمه من خلال( مسدس مائي) في أيام الطفولة حينما كان أبوه يذهب إلى المدينة ليهديه إياه ذات عيد ،وربما تعلم الإمساك به حينما رافق أباه في رحلة صيد وتعلم كيف يصيد الغزلان والحجل في صحراء معان فخزنته ذاكرته حتى حين.
صفنة إمتدت لثوان ٍكانت كافية لإسترجاع ذاكرته من الحكايات ودروس التاريخ، حينما إستشعر بروح موفق السلطي وكايد مفلح العبيدات وفراس العجلوني وأعاد سرد حكاية الكرامةوبطلها العم مشهور حديثة الجازي وقرر أن يكملها بطريقته الخاصة.
نعم إنها اللحظة التي لايمكن التراجع عنها بعد مايقارب عاما كاملا من مشاهد شلالات الدم النازفة والدمار والتجويع للشعب الفلسطيني الشقيق ، الذي يستصرخ ماخلف النهر ويستصرخ إخوته ، وصدى صرخته يسمع بوضوح تام في الصحراء. حيث تجذرت قيم الشهامة والمروءة وأنتصبت على أعمدة ( بيوت الشعر) لوحات جمالية لنجدة الملهوف وحماية الدخيل ونصرة المظلوم. فكيف لو كانت هذه الصرخات آتية من مآذن الأقصى ومن خلف أسوار القدس وباب الواد واللطرون، وربما جاءت بصوت البطل عبد الله التل حينما قرر ورفاقة الصمود على أبواب القدس
ربما سمع صرخة ( خضر شكري يعقوب) حينما صرخ ( الهدف موقعي) أشهد أن لا أله إلا الله… إرم إرم
فكانت لحظة كرامة أخرى فعلها من كان يسمع صوت الأحرار شرق النهر شعب واحد مو شعبين ويتشبثون بروحه العروبية الصادقة التي دافعت عن كرامتنا جميعا،نحن المتستمرون خلف شاشة هواتفنا وخلف شاشات التلفزة التي تنقل إلينا مشاهد غزة المقاومة وجنين وطولكرم الصامدة
كرامة تلو كرامة تلك التي يصنعها الأحرار حينما يستصرخنا الشقيق ونقف عاجزين أمام صرخته ولانجد لأنفسنا عذرا سوى جملة ( للبيت رب يحميه)، لكن البطل الشهيد ماهر الجازي أيقن ان للبيت رب يحميه ولكن أيقن أيضا بالاية الكريمة
((قاتلوهم حيث ثقفتموهم)) وأيقن أن النصر من عند الله
وان في الشهادة سينال الجنة فكان له ماأراد
رحم الله الشهيد ماهر الجازي وجميع شهداء الأمة