الوقاية الاستباقية في مكافحة التطرف والاهاب / د . فارس العمارات

الوقاية الاستباقية في مكافحة التطرف والاهاب
حينما نتحدث عن التطرف والارهاب فان من الواجب ان نفرق بين المصطلحين فالفرقبينالتطرفوالإرهاب،أنّالتطرفيقفعندحدودالأفكاروالمفاهيموالسلوكيات المتعددة سواء داخل الاسرة او المجتمع والمجتمع يشمل كثير من المحطات سواء كانت المدرسة او الشارع او الجامعة او العمل او غيرها ، وحتى محطة التعطل عن العمل تفعل فعلتها في تغيير وتحريك السلوكيات التي تخول السلوك الايجابي الى سلوك سلبي ودافعية اكثر عنفاً ،لكنّهلميصلإلىمرحلةالعنف،فهومُرتبطأكثربالجانبالفكريوالثقافي،سواءبتأييد او التعاطف مع تلكالتنظيماتثقافياً،أوتبنيأفكارهاالدينيةوالسياسية. وهذا بطبيعة ناتج عن غياب كثير من المؤسسات التي تلعب دوراً في تحصين الافراد وتجنبهم كثير من الافكار البالية والتي تجعلهم ارضا خصبة صالحة لإستقطاب الافكار التي تجعل منهم افراد بعيدين عن المواطنة الحقة وهوبطبيعةالحالأكثرانتشاراًوأوسع،بينماالإرهابهو “التطرفالعنيف”،الذييتحول إلىاستخدامالعنف بشكل فضيع يتناسى من خلاله هولاء الثلة او الفرد نفسه اي مبادئ للانسانية او احترام حقوق النفس البشرية في العيش بسلام سواءعبرالوصولإلىتلكالجماعاتوالاندماجفيهاأومساعدتهاعبرالتجنيدوالترويجالمباشرأوتنفيذعملياتتخدمهذهالجماعات ، جراء ما تعرض اليه من ارهاصات فكرية وثقافية جعلته اكثر بُعداً عن سماحة الدين والشريعة الغراء واسبغت علية غسيل فكري حاد جعلته يتحول من صاحب سلوك سوي الى صاحب سلوك متعجرف غير قابل للتغيير جراء ما تعرض اليه من تغيير في مفاهيم العقل البشري والذي يقبل الاخر ويتحاور معه بالتي هي احسن .
ان مواجهةالإرهاب والتطرف اليوم تأخذ عدة أبعاد منها القانونيةوألامنيةحيث تاخذ كل منهما صدارة الهرم ،ومن هنا فهيتتعاملمعالمخرجاتولا يهمها المدخلات، لذا فلا بد من الوقاية والعلاج في نفس الوقت وهنا فإن الاهتمام بمدخلات هذه الافات لا بد ان تكون متلازمة حتى يكون هناك مساران يكون احداهما وقائياً من خلال عناصر عدة : تشمل التثقيف السلوكي من خلال المنابر المتعددة سواء كانت دينية او ثقافية او اجتماعية او تاهيلية ، وهنا يلعب كل عامل من العوامل تلك دوراً هاما وبارزاً في عمليات التحول الوقائية من اي افة قد تصيب افراد المجتمع وتفعل فعلتها فيه ، فالمسجد له دور هام وبارز وهنا لا بد ان لا يقف عن خطب الجمعة للتذكير باثار الارهاب والتطرف على كل من الاسرة والمجتمع وتقويض الامن وانعكاساته الكبيرة على المجتمع الاجتماعي والاقتصادي والامني والتنموي بل يجب ان يتعدى دوره في تحسين السلوكيات والتصرفات التي تجعل من الفرد فرد منتج وفاعل ومهم كما امر الشرع الحنيف بذلك وذلك من خلال اساليب تدريبية وتوعوية فاعلة ، ولا بد من اعادة الأنشطة الطلابية الصيفية وتفعيل معسكرات الحسين للبناء حتى يكون هناك نوعاً من الاحساس بالمسؤلية الاجتماعية والامنية وواجبات الفرد تجاه المجتمع بالاضافة الى تحسين مستوى التاهيل للمُفرج عنهم بكافة الوسائل والطرق حتى لا يكون هناك نوعاً من العود الى ما كان من افعال مُشينة من قبل والتأهيل يشمل الثقافة والاجتماع والحرفة حتى يعود المُفرج عنهم افراد مُنتجين لهم دور فاعل ومهم في المجتمع والمدرسة لها دور هام وفاعل من خلال التحديث في الانشطة الطلابية سواء خلال الدرس او من خلال عرض نوع من الافلام التوعوية واليت تجعل من الطالب فرد فاعل يهتم بأمنه وامن وطنه وامن اسرته ، او من خلال النشاطات الطلابية الصيفية اليت تكون خلال فترة العطلة المدرسية والتي ربما تكون فرصة لبعض المغرضين ومريضي الانفس للتاثير على بعض الطلبة من خلال دس افكار مسمومة وغير انسانية تجعل بعض الطلبة يتاثرون بها عند سماعها ، اما الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني فان الدور الذي ينتظر ان تلعبه فقد اصبح اكثر مما كان سابقاً ، قلا بد من دور اعلامي غير تقليدي يؤدي دوره بشكل هام في تفعيل برامج اثكر جذبا للفرد والمجتمع وذلك من خلال تبين مبادرات كثيرة تجعل الفرد اكثر اهتماماً بمنظومة الامن الوطني والتي تشمل كافة مناحي الحياة ، ومن خلال منظمات المجتمع المدني فان الفرد يمكن ان يكون نافعا ومتجاً وحريصاً على امن وطنه وذلك من خلال تعاظم الادوار في كثير من الاتجاهات التي تجعل الفرد ينشغل في افكار اكثر تسامحاً واكثر تعاضدا من ذي قبل حتى يكون الوطن اكثر تحصيننا من ذي قبل ، ولا بد من اشعار الافراد بمعيار الامن الذي يجب الحفاظ علية وتنميته ، وهنا فان الوقت اصبح ليس في صالحنا لاننا اصبحنا اكثر تهديداً من ذي قبل جراء الوسطية والعدوالى الحوار والجدال بالتي هي احسن وهي صفات الشريعة الغراء التي تتسم بالاعتدال وعدم الغلو والتطرف والتعصب ،.
ومن هنا فلا بد ان نكون اكثر صرامة في البحث والتمحيص والدراسة في مجال مُدخلات العنف والتطرف والتعصب والارهاب اي كان نوعها وحجمها فان الصغائر لا تعني غض الطرف بل منها تاتي الكبائر وتاتي المعضلات التي يولد من رحمها المخاطر ويولد من رحمها الحلول والدروس المستفادة التي يجب البناء عليها ومواصلة دراسة ما تبقى من مُخرجات اخرى ستكون سببا في درء المخاطر التي قد تحدق بالوطن والمواطن لا سمح الله .
اليوم نحن امام وقاية استبقاية لحماية الوطن من اية اخطار قد تلم به او اية محاولات قد تمس ترابه الطهور ومن الواجب على كل فرد فيه ان يكون جندياً ، وان يكون شرطياً حامياًللنفس والعرض والمال فلا يتردد اي كان في ايصال اي معلومة او ايخيط قد يوصلنا الى الحقيقة ويكون من خلاله قطع راس الافعى ، فأن اي صغيرة او كبيرة هي في علم الدراسات الاستخبارية واستراتيجية المواجهة هي هامة ، وتذكروا دوما لا يوماً قول الشاعر : ان الجبال من الحصى ومن القطر تدفق الخُلجان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى