ثقافة الاعتراف بالغير..اسماعيل ياسين والقطامين نموذجين..

قاسم الزعبي يكتب ردا على معن القطامين

ثقافة الاعتراف بالغير..اسماعيل ياسين والقطامين نموذجين..

إن فكرة الاعتراف بالغير تشكل شجاعة متناهية إن أتقنها صاحبها وعمل بها بكل دربة ومراس… إذ ليس بمنكور لأحد أن الاعتراف بالغير هو ضرب من ضروب التواضع واليقين بأن رحى الزمن لا تتوقف عند ذاتك حتى وإن كنت (فلتة زمانك)..اسماعيل ياسين الممثل الراحل…

لم يكن يتوقع يوما أن يصبح نجم شباك… وكان كل حلمه أن يكون (مونولوجست) في الأفراح الشعبية وليالي الحلمية… لكن القدر ضحك له رغم عدم وسامته وعدم اكماله الابتدائية أصلا..

مقالات ذات صلة

إذ يعتبر من( أبناء الحراثين) الذين خدمهم الحظ…. فهو لم يولد وبفمه ملعقة ذهب وكان يعاني ظروفا مادية صعبة…ونتيجة لشكله وخفة ظله و(تعلق الناس) به أصبح ياسين نجما لمدة طويلة..

لكن بداية نهايته أصبحت تطفو على السطح الفني عند ظهور نجمين شابين هما عبدالمنعم مدبولي وفؤاد المهندس اللذين طورا من الكوميديا والتحقا بركب التقدم الذي رفضه ياسين ورفض أن يتحلق به..

واتهم ياسين حينها الجمهور بأنه ذو ذوق فاسد.. والجمهور نفسه الذي عشق ياسين تركه وتعلق بالنجمين الشابين.. فكانت نهايته لرفضه فكرة الاعتراف بالغير وعدم الانضمام لركب التقدم الكوميدي على يد مدبولي والمهندس….

لا أعرف كيف خطر لي الراحل ياسين لأجعل منه نموذجا مشابها إلى حد ما مع معن القطامين… مع فارق بسيط جدا وهو ان ياسين ظل بسيطا لأنه فعلا نشأ من رحم البساطة فلم يبرح فكرة أنه من (أبناء الحراثين)…

وإذا نادى بها فهو قد عاشها ويحق له المناداة بها…. بعكس القطامين الذي ينادي بها ولايحق له ذلك كون أبيه كان مدير عام تربية الزرقاء ثم العاصمة ثم مستشارا ثقافيا لدى السفارة الاردنية في دمشق ثم مديرا عاما لمؤسسة الموانئ في العقبة…

ناهيك عن كون أخيه نضال أيضا تقلد وزارتي العمل والسياحة سنة ٢٠١٦..والمتتبع لسيرة معن يجد أنه مسؤول ابن مسؤول وأخ لمسؤول… لذلك لا يجوز له ألبتة الخوض في فكرة (أبناء الحراثين)…

لقد كنت كغيري من الشباب الذين يبحثون عن التغيير… فنُعجب أيما إعجاب بفيديوهات معن التي قربته من الناس تماما كخفة ظل اسماعيل ياسين… ثم ما لبث أن انقلب معن على نفسه قبل أن ينقلب على متابعيه… فرفض فكرة التوزير… ثم أصبح وزيرا… ومالبث أن بات كمثل سابقيه من الوزراء دون أي انجاز على أرض الواقع.

وعندما سئل عن ذلك قال بالحرف(أعطوني ظروفا طبيعية) لأطبق نظرياتي… في إشارة منه لظروف كورونا… مع علمه تمام العلم بأنه أصبح وزيرا في ظروف كورونا ويريد منا أن نعطيه ظروفا طبيعية…

معن القطامين لا محالة ستكون نهايته كنهاية اسماعيل ياسين.. فياسين لم يعترف بظهور غيره من نجوم الشباك.. ومعن لم يعترف ولن يعترف بأن الاردن ولادة وستنجب كمعن وأفضل من معن تنظيرا وتطبيقا وليس الاكتفاء بالتنظير فقط…اليوم أصبح معن القطامين يطل علينا من خلال صفحته.. أو من خلال مقابلات متفق عليها مسبقا من حيث الأسئلة والإجابات… ليبرر لنا سبب دخوله الوزارة مرة.. وقلة انجازه مرة أخرى…

ثم ظهر إلينا قبل يومين بمقال لأخيه نضال يتبنى فيه فكرة (أبناء الحراثين) مرة أخرى ليكون ذلك عصاه التي يهش بها على متابعيه عله يقنعهم بأن يظل محبوبا لديهم…

والحديث عن فكرة (أبناء الحراثين) لا تروق لي أبدا… لأنه مصطلح أطلقه عليّة القوم ليرتقوا بوظائفهم وليضعونا في خانة التأطير الوظيفي.. بحيث نقبل بأي وظيفة وبأي راتب رغم شهاداتنا… ذلك أننا أبناء حراثين في نظرهم… فتكون الوظيفة رغم صغر حجمها مكسبا كبيرا لنا… فنبقى نتكور على انفسنا تحت مظلة التأطير لنقنع انفسنا بأن وظيفة معلم أو عسكري (خير وبركة)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى