الإساءة للأردن.. أين القوى السياسية! / عمر عياصرة

الإساءة للأردن.. أين القوى السياسية!

الصمت من القوى السياسية الاردنية «بكافة جذورها وسيقانها» على الاساءات الاخيرة الموجهة للاردن من قبل «الاسد وايران وحزب الله»، كان صمتا سلبيا يحتاج الى وقفات ومراجعات واعادة نظر في «متى» سترى هذه القوى «الاردن» بمعزل عن حكومته، وفي «كيف» لها ان تؤيد الدولة عندما تضيق الخيارات وتتعاظم التحديات الى مرحلة المساس بالعظم بعد اللحم.
رد الفعل الوحيد على رفض الاساءات للاردن، جاء من افراد غير عقلانيين في المفرق، حرقوا صور لرموز دينية وسياسية عراقية وايرانية ولبنانية، كان سلوكهم غير سياسي، عاطفيا، افسره بأن السياسيين غابوا فظهر صنم الارتجال وردود الفعل غير المدروسة، وقد تسبب لنا هذا السلوك بأزمة سياسية مع بغداد.
طبعا انا اطالب القوى السياسية، الموالية والمعارضة، الاسلامية واليسارية، اطالبهم بقراءة ما يتعرض له الاردن من ضغوط من كل الاطراف دون استثناء، هنا لا ينفع الصمت او اللوم، فالخيارات تضيق، ونحتاج اكثر الى اشعار «الضاغطين» اننا على قلب رجل واحد، وان الولاء الاول والاخير للبلد وأمنه وبقائه، وان ثقتنا بأنفسنا اكبر من عبارات التخويف وتصريحات اللؤم والتوتير.
اليسار المتعاطف مع محور «روسيا – ايران – بشار – الضاحية الجنوبية» عليه ان يقرر اولوياته تجاه موقف الاردن من الازمة السورية، وهذا الموقف قد لا يتناسب مع انحيازاته السياسية، لكنها فرضت عليه بفعل اخطاء المحور الذي يحبون، فلا يعقل ان يركن الاردن لحدائهم الايدولوجي تاركا امن البلد ومصالحه وحدوده عرضة للخطر الوجودي، بل ان كانوا وطنيين، سيدعمون الدولة مهما فعلت من اجل حماية بقائها.
الاسلاميون بدورهم، على استحياء، مترددون، خائفون من خطوط ومواقف يختنقون داخلها، لككني انصحهم، ان يرفعوا من «دوز» الحالة الوطنية ويقدموها على كل اعتبار.
الاردن يقوم بإجراءات لحماية نفسه، قد لا تروق لمبادئ البعض، لكن الحقيقة الناصعة ان جيشنا بكافة قواته وعتاده يقف على الحدود، قد يهاجم لدرء الخطر، وقد يكتفي بالدفاع من مكانه، ينسق مع كل الحلفاء لأجل ذلك، تلك حقائق تحتاج الى موقف يرفع المعنويات ويؤكد اللحمة ويتفهم ان فوضى المشهد السوري فرض كل الخيارات الصعبة.
علينا اشعار صانع القرار بالثقة في نفسه، فالهجوم شرس، حتى الحلفاء الذين نستعين بهم ويستعينون بنا، يضغطون علينا، وربما يمارسون ابتزازا من جهة آلامنا المتعددة، لكننا في النهاية ندافع عن اممنا الوطني واستمرارنا كما كل الاطراف الغائرة في المستنقع السوري، فليرتق الجميع لمستوى اللغة السياسية والمصلحة الوطنية وليغادروا مربعات الآخرين النرجسية نحو «الاردن دولة وليست مجرد ارض ومسرح».

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى