.الرهان

[review]الخميس 17-2-2011

كانت تائهة، مبهمة، مترددة ،خائفة،متضاربة ، متناقضة ، هكذا رأينا الادارة الامريكية بعد 25-1-2011.
طيلة 18 يوماً ، بقيت تقدم خطوة وترجع أخرى حتى رجحت كفّة الثورة فصارت تحيي الديمقراطية "من قلب ورب" وتدعو باقي الشعوب ان تحذوا حذو مصر العظيمة.
من يفهم أمريكا جيداً ، كان عليه إلا يندهش من موقفها الأخير ، وتخلّيها السهل والسريع ، وغسل يديها من حليف كبير كبير ، وتبرئها من شريك سياسات وصديق شخصي لمعظم الرؤساء الذين مرّوا على البيت الأبيض خلال الثلاثين عاماً التي حكمها..
الموقف غير مدهش لمن يفهم أمريكا بفطرته .. فأمريكا مثل بنات الــ" نوادي الليلية"..لا تقيم للوفاء وزناً، أو للعشرة معروفاً ..مبدأها الأوحد والأخلد ، من يدفع أكثر ،من ينفق عليها أكثر من الناحية الشعبية ، من يفقد عقله أكثر لصالحها ، من ينتصر على خصومه أكثر ،من يخون شعبه أكثر ، يكون شريكها المفضل ..
في المقابل عندما تضعف أو تفلّس سياسياً ، أو تفقد هيبتك على المسرح الدولي ، لا تترددّ بأن تشبك "ذراعها في ذراع" أشد خصومك..ما دام هو الأقوى والأغنى والأكثر نفوذاً هيبة وقدرة على تنفيذ المصالح في تلك اللحظة.أمريكا شريكة المنفعة لا شريكة الوجوه أو الأسماء، ..ومن يعتقد غير ذلك عليه أن يأخذ كورساً مكثّفاً…في" العلاقات" غير الشرعية.

كان درساً ، لكل من يراهن على حصان القوى الكبرى كي يعيد حساباته، الرهان على حصان الشعوب فقط..فهي – الشعوب – وان أسقطت فارسها الضعيف أو الفاسد، تبعد قوائهما عنه لتتركه يعيش .. لكن راجلاً هذه المرة ، لا فارساً…

احمد حسن الزعبي.
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى