صديقي ابو قولون يهجم على #منسف_اللية!
تجاورت مع صديقي العزيز ( رئيس بلدية قرية عشيرستان الاسبق) في حفل زفاف لولد احد اصدقائنا الى ان جاء موعد الغداء ، فوضع اهل العرس امامنا منسفا يتوسطه رأس تيس او كبش او نعجة ، وقطعة من اللية المطبوخة باللبنية ، او المليحية ( على حد تعبير قرايبنا الحوارنة) مما اثار تشاؤمي لأنني اكره كرها شديداً هذه الانواع من اللحوم والشحوم ، لإعتقادي ان فيها دهون قاتلة مليون في المئة ، ثم ان اهلي ليسو على دراية بطهي الرؤوس و الكرشات و المقادم (ارجل الحيوانات) ولا يستسيغون تنآولها ، ومثلهم انسبائي العراقيين على ضفاف دجلة لا يتناولون مثل هذه الاشياء!! .
وقد حدث ذات مرة خلال عملي في اوروبا ان دعاني اصدقاء اعزاء من فلسطينيي لبنان لتناول طعام الغداء ، قائلين في دعوتهم الهاتفية : ( سوف تتفاجأ من لذة الوليمة ! ) ، ممآ جعلني احجم عن تنآول الافطار في يوم الدعوة ، متمنياً لو تكون الوليمة طبخة ملوخية ورق مطبوخة مع لحمة حمراء قطع صغيرة او (سفاين ) دجآج ، مع صينية سلطة فتوش ، في ضوء ما يقرب من شهر من عيشتي عازبا بعد سفر عائلتي الى الوطن ، وقائلا لنفسي : رب وجبة خير من الف وجبة ! لكن مفاجأتي كانت عظيمة عندما تم فرش الصواني والاواني امامي على مساحة مترين مربعين ، ملأى بصرر من الكرشات المحشية ، و ارجل دواب و رؤوس مواشي فاغرة افواهها و السنتها وصينية فتة نخاعات ولسانات ، وامور اخرى متشابهات لآ تقل رهبة وخيبة عن جاراتها !
لاحظ صاحب الدعوة صدمتي ، فظن انني مبتهج ، لكن حالي كحال من صام يوما كاملاً وافطر على بصلة ! الامر الذي دعاني للقول : يا خسارة ! اشكرك يا صديقي على الوليمة ! لكنني نذرت نذرا ان لا اتناول طعاماً فيه روح او متولد من روح ، لمدة اسبوع ! وانني اشكرك لو احضرت لي صحنا من الفتوش و رغيف خبز لبناني ! .
كان مدعوا معي مجموعة من اصدقاء آخرين لصاحب الوليمة ، و كلهم اخذوا يلومونني على ضياع الفرصة ! قائلين : هذه وليمة قد لا تأتي الا مرة او مرتين في العمر ! فما كان مني الا الصمت و تأييد رأيهم ، مع ايماني ان هذا من انواع التخلف عند الرجال العرب في موضوع تناول الطعام !
و اعود لوليمة حفل الزواج الذي جمعني مع صديقي القديم الذي كآن يشكو لي من هياج القولون عنده وانتفاخ بطنه ، بسبب الحالة العصبية والنفسانية التي سببها له جاره الطوبرجي (رفيع ابو شقرة) الذي بنى له حمآما منفرداً امام صالون الضيافة في بيته ، والذي استغرق بضعة شهور ، مع انه لا يحتاج الى اكثر من اسبوعين ، اضف الى ذلك ان طريقة البناء كانت متخلفة إذ ان الحمام من دون اعمدة (شمعات) و بلاط الارضية غير مستقيم و ارتفاع الحمام لا يزيد عن مترين مما جعل صديقي يحجم عن (فش خلقه في الطوبرجي ) و إرتد ذلك على اعصاب الصديق مما هيج عنده القولون و الانتفاخ !
لكن المسألة ليست هنا بل في إنقضاض صديقي ابو القولون على قطعة اللية من اول لقمة ، ثم ثنى على رأس التيس او الكبش فشقه شقين واخذ يتناول لسانه وخديه ، قائلا لي وقد رآني كارها لفعلته ، اشفاقا مني على صحته : انت بدوي ! شو يفهمك بأكل الرجال ! و اضاف : اللية المطبوخة باللبنية مع اللسان والنخاع او المليحية من الذ انواع الطعام ! رددت على صديقي همسا في اذنه وهو يمضغ قطعة من اللية مع قطعة من لسان التيس : كل واحد منا يتفنن في تناول اللية التي يشتهيها !! في المرة القادمة يا صديقي انت في اول العرس وانا في وسطه ! و سلم لي على اللية ام اللبنية ، والله يطول عمر رفيع ابو شقرة!!