مرحلة «ضربة المقفي» / عمر عياصرة

مرحلة «ضربة المقفي»

حتى نكون أكثر تحديدا، وأدق تقييما، لابد أن نعي طبيعة المرحلة والسياق الذي تمر فيه «السلفية الجهادية» والممثلة اليوم بتنظيم داعش الإرهابي.
بالامس اعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم الكرك، نشر اسماء الخلية، وانتقل من مرحلة الذئاب المنفردة – التي ستستمر- الى مرحلة الارتباط المباشر بين المركز والاطراف.
هذا تطور نوعي، يجب الانتباه له، لكنه في المقابل خيار اضطراري للتنظيم فرضته ظروف ما يجري في الموصل والرقة من تراجع وانهزامات واضحة.
هنا يكمن الخطر، فداعش يعيش مرحلة الهزيمة والافول، لم تعد تتصرف كدولة واثقة القدمين كما كان في السابق، الجغرافيا مهددة، بالتالي ستحاول احداث اكبر قدر من الفوضى والتشتيت في كل الساحات.
لذلك علينا التنبه لاستراتيجية «ضربة المقفي» التي يعيشها التنظيم، حيث سيحاول اعادة انتاج الحالة المعنوية لأنصاره من خلال ضربات متنوعة يتبناها ويعلن عنها.
قطعا هناك تواجد للتنظيم في مجتمعنا، لا نعرف حجمه الحقيقي، كما اننا لا ندرك كم من هؤلاء متعاطفين مجردين، وكم منهم ذئاب منفردة، ناهيك عن جهلنا بالمنظمين المباشرين كخلية الكرك.
علينا ان نكون اكثر حذرا، فالوقت غير مناسب للتراشق الفكري والحديث عن مناخات التطرف، القصة اليوم امنية اكثر، تحتاج الى نوعين من السلوك.
الاول احترازي استنفاري ذكي يقوم به المواطن ورجل الامن والعقلية الامنية على السواء، فالنهمة عامة، وكل مواطن يجب ان يكون خفيرا.
الثاني يتعلق بالاستعداد النفسي والاجتماعي لنجاح التنظيم –لاسمح الله– في عمليات اخرى، وان هذا لا يفت من عضد قدراتنا الامنية ولا من تماسكنا الوطني.
كل الاحتمالات واردة، لكن ما جرى في الكرك من تكاتف وطني واندماج اجتماعي، اثبت ان داعش لا محضن لها في البلد، ولا خواصر رخوة تستغلها، فنحن بخير ويبقى ان ندير الشهور القادمة المجنونة بحكمة وحنكة.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى