الرزاز.. تأخرت بالاعتراف / عمر عياصرة

الرزاز.. تأخرت بالاعتراف

أمام مجلس النواب، اعترف الدكتور عمر الرزاز رئيس الوزراء قائلا: إن الحكومة «لها دخل» وتتحمل المسؤولية الادارية والاخلاقية بخصوص فاجعة البحر الميت.
النواب اعتبروه اعترافا متأخرا، واظن انهم محقون في ذلك، فقد كان الواجب على الرئيس الاعتراف بالمسؤولية الاخلاقية والسياسية مع اللحظة الاولى للفاجعة دون انتظار طويل، ودون البحث عن محاولات للتملص من المسؤولية.
من قال للرئيس حمّل المدرسة المسؤولية اوقعه في ورطة، واستغل هوامش «اللا مسيس» عند الرزاز، فحادث بهذا الحجم لا يمكن الالتفاف عليه او التلاعب بمعطياته.
اعتراف الرئيس المتأخر امر جيد، فأن تصل متأخرا خير من ان لا تصل، لكن ماذا بعد الاعتراف؟ أليس هناك من إجراء يحوله من قصة نظرية تنفيسية الى عمل بالجوارح؟
أعتقد انه من واجب الرئيس التخلي عن وزير التربية والتعليم ووزيرة السياحة، فهذا يشكل الحد الادنى المقبول لتدارك تأخره، ولتأكيد اعترافه بالمسؤولية الاخلاقية.
كفانا كلاما وتنظيرا، نريد قرارا يشفي غليل عائلات الضحايا، يقف مع دموع الامهات، ولا داعي لانتظار نتائج التحقيق، فالمسؤولية الاخلاقية والسياسية لا علاقة لها بذلك.
أنصح الدكتور الرزاز بعدم التأخر في اتخاذ الخطوة، لأنها كلما تأخرت اصبحت بلا طعم سياسي، ولا لون، وقد يضطر لفعلها في توقيت لا يخدمه.
الناس غاضبة من الرئيس ومن وزرائه، وكان امامه فرصة ليثبت انه مختلف مع بدايات الازمة، لكنه تردد، واختنق داخل نصائح لا أراها كانت في صالحه.
لذلك أدعوه ان يقوم بعزل الوزيرين وانهاء الملف الاستثماري للحادثة، وان لا يدخل في اشتباك اكبر مع مجلس النواب، فانزع يا دولة الرئيس فتيل الازمة، وتفرغ لما هو آت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حقيقة قد تكون خطوة في الطريق الصحيح ولكن ذوي الشهداء لن يؤثر بهم إقالة أو استقالة وزيري التربية والسياحة بل سيفيد من هذا القرار المعارضة الأردنية. لذا أتمنى عليك سيد عياصره بأن لا يتم تهويل ردة الفعل التي ستحدث من خلال تلك الاستقالة بل أظن إن بعض أعضاء مجلس النواب والمعارضة التي دعني أكون صريحاً معك سيدي ستنسب هذه الاستقالات إلى نفسها وأنها ضغطت على الحكومة ورئيسها حتى حدثت هذه الاستقالات.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى