صهاينة في استاد القاهرة.. هل كان النظام على علم؟

سواليف
كشفت السفارة الإسرائيلية في القاهرة عن حضور مشجعين إسرائيليين لعدد من مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية، المقامة بالقاهرة، وقالت صفحة السفارة الناطقة بالعربية على فيسبوك: “الكثير من السياح الإسرائيليين إلى مصر لمشاهدة كأس الأمم الأفريقية 2019″، وأضافت: “تم نشر بعض من صور المشجعين الإسرائيليين على موقع YNET واي نت الإسرائيلي”.

وأكدت السفارة أن السياح تنقلوا بين المدن المصرية التي تستضيف البطولة: “زار المشجعون الإسرائيليون القاهرة والسويس والإسماعيلية، وكانت هذه المرة الأولى للجماهير الإسرائيلية. مشاهدة التصرف الإنساني من جانب جماهير الكرة المصرية بذكرى مشجعيهم في الدقيقة 20 والدقيقة 74”.

وقد استبقت السفارة انطلاق البطولة يوم 21 من حزيران/ يونيو الماضي، بنشر بيان بصفحتها الرسمية على فيسبوك، أعربت فيه عن تمنياتها لمصر بالتوفيق في تنظيم البطولة، والفوز بها للمرة الثامنة في تاريخها.

ولم يعلق مسؤولو الاتحاد المصري لكرة القدم على الانتقادات التي أثارتها مواقع التواصل الاجتماعي حول المشجعين الإسرائيليين، ولم يتطرق رئيس الاتحاد هاني أبو ريدة للموضوع خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الثلاثاء، واكتفى بالإشادة بالحضور الجماهيري الكبير في المباريات، ما جعل البطولة تحتل المركز الثالث بين أفضل البطولات العالمية.

“فرض التطبيع”

وفي تعليقه على ما نشرته السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، يؤكد عضو البرلمان المصري السابق عزب مصطفى، أن حضور المشجعين الإسرائيليين لمباريات البطولة الأفريقية بالقاهرة هو “انعكاس لخطوات النظام المصري المتسارعة نحو إسرائيل، وسعيه لجعل التطبيع الشعبي أمرا واقعا، وترسيخ فكرة أن الإسرائيليين أصدقاء طيبون”.

ويرى مصطفى أن النظام العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي يريد إيصال رسالة لأصدقائه في تل أبيب، بأنه “نجح فيما فشل فيه نظام مبارك، بأن يخرج التطبيع من مساراته الضيقة لمسارات أخرى أكثر رحابة وحرية وشعبية، معتمدا في ذلك على قبضته الأمنية، وسياسة التخويف والتنكيل التي يتعامل بها مع الشعب المصري، وليس خصومه السياسيين فقط”.

ويضيف مصطفى: “بالتأكيد، لم يفاجأ السيسي بحضور هؤلاء المشجعين، لكنه يعلم بوجودهم ورغبتهم في حضور المباريات، بدليل أن السلطات المعنية بمنح بطاقات المشجع “FAN ID” “تخضع لإشراف جهازي الأمن الوطني والمخابرات العامة، وبالتالي فإن الموافقة على منح بطاقات المشجع للسياح الإسرائيليين لم يكن أمرا اعتباطيا، وإنما كان معروفا ومدروسا”.

وحسب مصطفى، فإنه في الوقت الذي يتم فيه منع بعض المشجعين المصريين من دخول المباريات، لارتدائهم “تي شيرت” يحمل صورة اللاعب محمد أبو تريكة، وتهديد المشجعين بعدم الهتاف لشهداء مذابح بورسعيد والدفاع الجوي، وأنه سيتم تصويرهم بالطائرات الحديثة، ورفض منح بطاقة المشجع لأي معارض للسيسي سبق اعتقاله، في الوقت ذاته يتم السماح للإسرائيليين بدخول المباريات بمنتهى الحرية.

ويشير البرلماني السابق وعضو تكتل نواب ضد التطبيع، إلى أنه يثق بأن المشجعين المصريين لم يكونوا على معرفة بهوية الإسرائيليين، وإلا كان لهم رد مختلف، مؤكدا أن المشجعين الإسرائيليين نشروا صورهم بعد انتهاء المباريات، وعلى موقع عبري، وليس على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويستدل مصطفى بالتعليقات التي صاحبت الخبر الذي نشرته السفارة الإسرائيلية، حيث دعا المعلقون المصريون المشجعين الإسرائيليين إلى رفع العلم الإسرائيلي في المرة المقبلة، حتى يتعرفوا على كرم الضيافة المصري بشكل واقعي، وألا يدخلوا الملاعب مندسين بين الجماهير دون الكشف عن هويتهم.

“أحلام تتحقق”

ويلفت الباحث المختص بالشؤون الإسرائيلية، محمد الغمري، النظر لخبر نشره الإعلام العبري قبل أيام عن الاحتفال الذي نظمه الرئيس الإسرائيلي بمقر إقامته بالقدس المحتلة، بمناسبة مرور 40 عاما على توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وهو الاحتفال الذي حضره السفير المصري بتل أبيب خالد عزمي، وكل أعضاء السلك الدبلوماسي المصري هناك.

ويؤكد الغمري أن حضور السفير لهذه الاحتفالية بعد الإعلان الأمريكي بأن القدس عاصمة لإسرائيل، معناه اعتراف مصر الفعلي بذلك، وأن الأمور لم تعد متعلقة بالمسائل الدبلوماسية والبروتوكولية فقط، خاصة أن تصريحات السفير المصري كانت كاشفة لسياسة النظام المصري تجاه إسرائيل بشكل واضح.

ويضيف الغمري: “السفير المصري أكد بشكل واضح أن العلاقات بين البلدين مستقرة وذات منفعة متبادلة، بينما أشاد الرئيس الإسرائيلي بالتعاون بين القاهرة وتل أبيب، في مجالات التجارة والأمن التي تتنامى بشكل ملحوظ في عهد السيسي، معربا عن أمله بنمو العلاقات الثنائية بين الشعبين والشباب في كلا البلدين”.

ويشير الباحث بالشؤون الإسرائيلية، إلى أن حضور المشجعين الإسرائيليين لمباريات الأمم الأفريقية في القاهرة يأتي في إطار هذا التوافق الرسمي المصري والإسرائيلي، حتى يتحول التطبيع بعد 40 عاما من مجرد بنود على الورق، إلى أمر واقع له ملامح.

ووفق الغمري، فإن احتفاء الصحافة والإعلام الإسرائيلي بمثل هذه المشاركات يشير إلى أن الإسرائيليين لم يكونوا يتخيلون أن يأتي اليوم الذي يتحركون فيه داخل أحياء القاهرة دون رقابة أمنية أو حماية بوليسية تجعلهم هدفا سهلا للجماعات المسلحة الرافضة لوجودهم على الأراضي المصرية
عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى