صورة البلد..

#صورة_البلد..

خاص #سواليف
مقال الأربعاء 6-4-2022
أعرف أن الكتابة الغيورة في هذا الزمن كالرسم على الرملِ ، أو كتلوين الهواء بفرشاة ..لكننّي أحاول ، مضطّر أن أحاول ، لا سبيل أمامي الا أن أحاول..فهذا الممتدّ فوق روحي وطني ..وأنا كريّته البيضاء التي ستفتك بكل من يؤلمه أو يحاول أن يعييه..
لا أعرف من الذي يدير المشهد الأمني في هذا الوطن وما هي فلسفته ؟ وهل يعي تماماً بؤس تصرّفه وما يلحق بوطنه الذي أقسم أن يخدمه من ضرر وتشوّه وتكسّر في الخارج..
ملاحقات أمنية واعتقالات لنشطاء على “النية ” من أمام منازلهم غي سابقة تاريخية تفوّقت على كثير من الأنظمة القمعية، والحجّة “24 آذار”، مجرّد اعتصام رمزي أقرّه الدستور بأعرض مواده وصادره “الناطور”..ملاحقات لمعلّمين ، #احتجاز #حريّات ، اختطاف من أمام المنازل ، فقط لأنهم يطالبون بنقابتهم الدستورية..مشهد بائس خجلت منه كثير من الأنظمة الخشبية التي كنّا نسخر من عقليتها في إدارة البلاد ، ها نحن صرنا مضرب مثل ، وموضوع تندّر، وعناوين نتصدّر نشرات وصحف العالم تحوّل صورة الأردن الى سجن كبير ، وشجر غاباته الى هروات واقفه ، والروز ماري الى كتلة شوك… فيرهب السائح ويتردد الزائر ويهرب رأس المال بسلامته..
عشرات من خيرة شباب هذا البلد، يتم اعتقالهم على منشورات بعضها كتب قبل سنوات ، يخلي سبيلهم القاضي ،ويوقفهم #الحاكم_الإداري بسلطة فوق السلطة..السفارات تراقب، المانحون يدوّنون ملاحظاتهم والوطن يدفع قاتورة الغباء السياسي…
هل فكّر للحظة صاحب المشورة الأمنية كيف تبدو صورة الأردن في المحيط العربي ..قالها لي صديق عربي:( لكثرة ما أقرأ عن حال البلد صرت أخشى المرور ترانزيت من سماء عمّان)..تخيّلوا صار العربي يخشى المرور من سماء عمّان..عمّان التي كانت ملجأ للهاربين من أنظمتهم ، عمّان التي كانت برداً وسلاماً على المارّين بأرضها..عمّان صارت “بعبع” في نظر المتابعين …
أكتب اليوم من حرقتي على صورة البلد ،وكان بإمكاني أن أغمض عيني ، وأضع قلمي في غمده حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً…لكنه وطني ..انه أبي الذي لا يموت..كلما سنحت لي فرصة انقاذه وإعادة هندامه الجميل إليه لن أتوانى ولتلقى كل التهم القميئة عليّ بعد ذلك ، إنه وطني هذه الكلمة التي لا يستوعبها قابض الكرباج..

… هل فكّر للحظة صاحب المشورة الأمنية كيف تبدو صورة الأردن في تقارير المنظمات الحقوقية و كيف تراجعت وانهارت لتصبح دولة مرسومة بخطوط الاستبداد..هل فكّر للحظة صاحب الخطّة الأمنية ، ماذا تكتب السفارت؟؟ ماذا ترصد استخبارات الدول؟؟ بماذا تفكّر الدول المانحة؟..أي ثمن سندفع…وأي فخ سنيصبون..وأي مستنقع؟…
قد يبدو انتصاراً تكتيكاً ، لكنه فشل حقيقي ، وخسارة عميقة وبعيدة المدى ، أنه رسم بالموس على وجه الوطن..بحجة حماية الوطن..الانتصار الحقيقي ، ان تكون واثقاً من رسوخك كالجبل، تنحني للدستور ، وتعظّم الإنسان..الانتصار الحقيقي.. أن ينشأ جيل يحبّ وطنه لا يخافه..

#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى