صاحب جَمال

صاحب جَمال / #كامل #النصيرات

طاعنٌ بالوردِ؛ تحاول أن ترتِّب حدائقَ القلب؛ تحاول أن تبني سوراً عالياً من البهجة كي يتشعبط عليه كل أنقياء الفرح وليكون حدّاً فاصلاً بينك وبين الكاذبين الذين لا يصنعون إلاّ التعاسة والأوهام..!.

تحاول ألا تكون مخدِّرات؛ ألاّ تكون بائعاً للفراغ؛ أو صانعاً للزيف؛ بل تحاول أن تكون أنت بكلّ رملك وصحرائك وأشجارك البعليّة. لكنّ الذين يلقون القبضَ على الجمَال؛ يتسللون إلى حدائقك؛ يفترشونها دون علمك؛ يعبثون في زهرها؛ يقتلون فيها الرحيق كي يلقون القبض على زفيرك ويمنعونه من الخروج بعد جهدك الجهيد في الشهيق الذي أضناك..!.

أسوأ ما في الجمال أن تضع عليه كاميرات مراقبة؛ أنت لا تريد ذلك.. أنت تريد أن تعيشه لحناً وذوقاً وانغماساً؛ لا مراقبةً واحتمالات لصوص..!.

مقالات ذات صلة

قد يظنّ الكثيرون أنهم أصحاب جمال؛ فالجمال ليس رضاك؛ فاللص يرضى عمّا يسرق؛ والقاتل يرضى بسكب دم المقتول؛ والأحمق راضٍ بعقله.. بل إن المجنون يرى أن العقل زينة..! وحده صاحب الجمال الذي يرى في الوردة سرّاً إلهيّا وفي العقل قيادة للكون وفي القلب طمأنينة حاكمة.. وحده صاحب الجمال من يرى أنّ الرأس على عقب هو خراب يحدث خراب المعايير؛ لذا تجد الحمار استاذاً في فقه اللغة واللصّ أميناً على مستودعات الحدائق والقاتل بروفسوراً في حقوق الإنسان..!.

أمّا أنا؛ لستُ إلا صحراء ورمل يحاول أن يصنع حديقة ويبني حولها أسواراً عالية من البهجة.. فلا يتسللن أحد لحديقتي ولا يعبثنّ أحدٌ بورودي ولن أضع كاميرات مراقبة بل سأطلق عليكم حمير البشر واللصوص الأمناء والقاتلين البروفّات..!.

دعوني؛ لأنني مللتكم جميعاً.. فأنا صاحب جَمال رغم كلّ دفاشتي..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى