شو قصدك / مصطفى الشبول

شو قصدك
من الفنون و الحيل التي يستعملها بعض لعيبة ورق الشدّة والذين يرفضون الهزيمة بكل أشكالها، هو رسم لغة إشارة بين أعضاء الفريق الواحد دون علم الفريق الثاني بتلك الإشارات … فتعتبر هذه اللغة المترجمة إلى إشارة دستوراً ومنهاجاً يُتبع للوصول إلى بر الآمان والنجاة من الخسارة و الهزيمة (والهروب من الزفة والأغاني فوق رأس الخاسر) …فمثلاً حك الأنف تعني الطرنيب بستوني ، والتثاؤب تعني أن شيخ الكبة موجود معه، وطلب الماء للشرب وقوله بأنه عطشان تعني أن الورق زفت ، واللعب بشعر الرأس يعني انه يمتلك الجوكر وأكم بنكله … وغمزه العين تعني للمقابل بأن يقوم بتنـزيل أوراقه لأنه سوف ينهي اللعبة بهَند باللفة القادمة ..واللعب في شحمة الأذن تعني بأنه رح يوكل كل لطوش اللعبة …. الخ ، يعني يحملون معهم فهرس مترجم لكل الأمور والإشارات ومدلولها والقصد منها…
لو نظرنا اليوم إلى المشاكل والخلافات الموجودة بين الناس لوجدنا أن معظمها وأكثرها بسبب عدم فهم المقصود أو الفهم الخاطئ للقصد والخلط بين المطلوب والمقصود والسير وراء التخّيل و التحليل بما هو مقصود ، من خلال طرح سؤال : شو قصده بهذا العمل؟ وشو قصده من هاي الكلمة؟
وهذه الظاهرة والعادة تكاد تكون أكثر انتشاراً بين معظم نساء هالأيام أكثر من انتشارها بين الرجال، فمثلاً عندما تقوم بعض النساء بزيارة بعضهن البعض تقوم صاحبة البيت ( من باب الواجب وتوجيب الضيوف) بلبس أفضل اللباس ولبس الذهب والأساور الموجودة عندها..فيبدأ هنا التساؤل بين الضيفات عن القصد من وراء هذا الفعل ؟..وإذا ما قدمت الشاي بطقم كاسات فاخر يسألن عن القصد من وراء هذا العمل ؟…ولما تحكي عن وظيفة زوجها وراتبه وعن وأولادها وتفوقهم بالمدرسة ولما تأخذهن جولة في أرجاء البيت ، وتشربهن القهوة بحاكورة الدار ( من باب التمتع والتغيير) ، هنا يكثر التساؤل عن القصد والمقصود بهذا…
حتى بالشارع لما يصادفك واحد ويسلم عليك بحرارة ويسأل عن أحوالك ، يبدأ عندك التحليل والتفنيد ( الله اعلم شو بده هالزلمة مني، وشو قصده من السلام الحار… أنداري!!!! ) …..الخ
فلنترفع ونرتقي عن مثل هذه الأعمال والنوايا ولا ندع تخميناتنا وأفكارنا تأخذنا بعيداً وراء ما يقصد هذا في كلامه وما يعني ذاك من عمله.. ودائما نأخذ الجانب الحسن وحسن النية بالقصد والمقصود من الآخرين بالأقوال والأفعال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى