
خذوا عشائريتكم وارحلوا
لطالما تحدث الناس عن العشائرية فثمة من قدسها وثمة من نبذها والبعض اصبح يعتبر العشيرة هي العشائرية …والبعض اصبح يلعب على الاطراف فليقي اللوم على العشيرة وينسى العشائرية ….فخلق لدينا مشاكل طويلة ونسي المشكلة الاهم.
مشكلة البلد هي مشكلة مجتمع باكمله ولنكن واضحين في الطرح والامانه في الحديث بعيدا عن التجريج وبعيدا عن القفز من فوق ما يكتب كي لاندخل بامور خارج النص ونواصل كيل الاتهامات بلا ادلة او براهين.
مشكلة البلد هي العشائرية وتفريغها من مفهومها وحصرها بالفزعات ومن كان بلا بعد عشائري سيكون اشبه ما يكون بالبدون او الذين بلا جنسية او قومية بل يمكن اعتبارهم خارج منظومة الوطن في كل شيء .
ربما يعتقد البعض انني اهذي في الكلام لكن ما ذكرته هو واقع لمسته بعد مشكلة السطو المتعدد على البنوك والتي حاولنا جميعا ان نبحث من خلالها عن الاسم فنبريء ونتهم ونتعاطف حسب الاسم الرابع …بل يمكن ان نتعامل سياسيا مع الامر فنعتبر ان اي اجندة سياسسة او اقتصادية ان لم تتدخل بها العشائرية ستفشل.
ولمستها في رغبة الناس في محاربة الفساد لكن هذه الرغبة تتوقف فجاة اذا تحول الحديث فاصبح عشائريا فنوفر له الحماية دون قصد ونساهم بمزيد من الضياع ودون قصد.
من اكبر مصائب العمل السياسي والاجتماعي في الاردن اننا نقحم العشائرية في كل شيء نقحمها في السياسة وفي الاقتصاد حتى في درس الرسم وكل فعل خارج نطاق العشائرية هو فعل مرفوض لو جاء الينا بالسمن والعسل حتى اننا صرنا نصنع انموذجا خاطئا في التعاطي مع الاحداث .
جميعنا يؤمن بان العشيرة هي الركن الاساس في السلم المجتمعي وحفظ الود والتواصل والتراحم وهي السياج الحامي للاوطان من كل شيء شريطة ان لا نسيسها او نستغلها لغايات سياسية او نستغلها بالفزعات ونجيشها لمنافع خاصة.
لا يمكن باي شكل من الاشكال ان نصدر الاتهامات باسم العشائرية وان ندعي الوطنية باسمها وان نبريء باسمها ونتهم باسمها ونستقوي باسمها حتى ان الديمقراطية باتت باسمها .
وحتى اننا اقحمنا الرياضة بالعشائرية واقحمنا الانتخابات بالعشائرية واقحمنا العشائرية بالعشائرية حتى فرغناها من مفهومها الاصيل الذي يعتبرها اكمل الرحمة في الوفاق الوطني واجمل لوحة في خيوط النسيج الوطني .
يعطيك من طرف اللسان حلاوة وفي انيابه السم الزعاف هذا حال الذين اعتبروا العشائرية مطية يركبونها وقت حاجتهم وينزلون عنها وقت ما ارادوا .. يقدسونها في حال لزم التقديس ويشيطنوها عندما تنتهي المصلحة ..يطلبونها وقت حاجتهم ويبعدونها ان انتهت الحاجة يتجاوزون القانون باسمها ولا يحمونها وعندما يحتاجون الحماية يطلبونها.
مشكلتنا في الاردن اننا جميعا ننتتقد العشائرية وفي نفس الوقت نجد اننا اكثر الناس تعصبا لها ودفاعا عنها ومشكلتنا الاكبر اننا بتنا نقسم انفسنا في هذا الوطن لشعوب وقبائل تابى وترفض ان تتعارف .
دعونا ايضا نتكلم ليسمع الجميع فعشائرنا(والعشيرة غير العشائرية) على مر التاريخ اصيلة مسلمة عروبية تمتلك الشهامة والكرامة وهي بدماء الابناء اروت اوطانا ففي العراق منها شهداء وعلى ارض فلسطين ارتقى منها شهداء.ولاجل الاسلام والعروبة لم يبقى بيت الا وقدم .. فلماذا يريد البعض ان يخرجها من مفهومها …وبها يحاول ان يشوه النسيج الاجمل والارقى.
لماذا نهمس والواجب التفكير بصوت مرتفع ولنفكر سويا… فجميعنا يطالب باسقاط مجلس النواب مع الحكومة .. واذا ما اسقط النواب سنعود وننتخب اغلبهم على بعد عشائري .. جميعنا يطالب باسقاط الحكومة واذا اسقطت سنعود ونطالب باسقاط من ياتيها…اذا لم تكن حكومة محاصصة .
بالامس كنت اتابع مواقع التواصل الاجتماعي فوجدت ان احدما اتهم وزيرا بالفساد فقامت قائمة الاقارب فهناك من يقول للوزير احنا طلقه بمسدسك والاخر يهدد ويتوعد بالويل والثبور.
واما حين رايت نقدا لنائب وافق على كل قرارات الحكومة ..وحجم الدفاع عنه من الاقارب اعتقدت ان سعادته حرر القدس وحين يكون النقد خارج هذه المنظومة ..فلا بواكي للمنقود ولا طلقات بمسدسه ولا ابشر بالفزعة يا ابن العم.
لو سالنا هل يمكن ان تتفق العشائرية مع الديمقراطية كيف ستكون الاجابة .؟..وهل لو كان رئيس الحكومة صاحب بعد عشائري سيلاقي كل هذا النقد والتجريح الشخصي؟ .
صحيح اننا تخوزقنا حتى خرج الخازوق من طمبوزة رؤوسنا من جراء قرار الاسعار…وصحيح اننا لا نتفق مع كل اجراء قامت به الحكومة وكلنا نطالب باسقاطها لكننا نسكت فجاة اذا ما اصبحت المحاصصة حاضرة حتى لو كانت الحصة لمن بلا كفاءة ولا قدرة.
لماذا اذا ارتكب احد خطا يتجه ليحتمي بالعشيرة وكان العشيرة هي من اخطا وعند الصواب ينسبه لنفسه وينسى عشيرته …ولماذا يهب البعض لنجدة فاسد باسم العشيرة بينما الفاسد اول من اضر بالعشيرة فليتحمل كل شخص وزر ما فعلت يداه .. ولا يمكن ان يكون الثواب له والعقاب على العشيرة العشيرة تحمي الوطن والعشائرية تفتته .
الشهيد وصفي التل لم يكن عشائريا لانه كان ابن العشيرة الاردنية .. والشهيد هزاع المجالي . كان رفيقة وعشيرته الاردن ولا زالت عشيرتنا الاردنية الواحده من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن كافة الاصول والمنابت تتغنى بهم للان ..
كيف لنا ان نبني مجتمعا مدنيا منتجا ..يختار حسب الكفاءة ويحاسب حسب العمل لا يمارس الفزعات الا عندما يحتاج الوطن الفزعة وكيف لنا ان نبني وطنا اذا بقينا نعتبر ان الاصل والفصل والمنبت والمنشا هم اساس الوطنية ..
كيف لنا ان نبني وطنا مدنيا ..ان لم يكن الجميع سواسية كاسنان المشط الاسم الرابع عندهم (اردني) والكل تحت القانون …والكل تحت الحساب ..والجميع يعمل لانه يريد ان يبني وطنا .. اليس الجميع في الهم شرق ؟ اهل اذا ما الم خطب في الوطن او جاء الموت سينحاز لاحد فيترك فلان لانه ابن فلان وياخذ فلان لانه ابن علنتان …
علينا ان نفرق بين العشيرة التي نشات على الحب وبين العشائرية التي باتت تختصر كل شيء فيها ..علينا ان نفرق بين ان يكون الوطن عشيرة واحده او عشائريا …بالف اتجاه واتجاه … فالعشيرة توحدنا والعشائرية جعلتنا نتقسم حتى في الاختيار وفي العمل وفي البناء حتى انها فرقتنا في الاغاني ..العشيرة ترفض الفساد والعشائرية باتت تحميه .
العشيرة فزعة وطن عند الشدائد لانها بنيت على الحب وتعب الغلابى … فلا نقحمها بالسياسة ولا نقحمها بالرياضة ولا نقحمها بالاقتصاد وعلينا ان لا نجعلها طلقة بخرطوش احد
وان لا يكون شعارها ابشر بالفزعة وانما نريدها صاروخا على منصة الوطن وفزعة وطن …ونسيجا يبقى الاجمل والاكمل فلا يشيطنها احد
ولا يستقوي بها احد فهي نحن الغلابى ..ونحن الذين نحبها وهي من تحمينا لانها وحدتنا اما العشائرية فهي تريد عكس ذلك لانها موطن الحيتان من اي اصل ومنتبت .
خلاصة الامر: اتركوا لنا عشيرتنا بالغلابى والفقراء والحراثين ..اتركوا لنا عشيرة الجنود والوحدة الوطنية عشيرة الحسين وابي الحسين عشيرة الرحمة والمحبة والوطنية ..عشيرة وصفي وهزاع ..عشيرة الشهداء ….. وخذوا عشائريتكم وارحلوا فلا نريد ان نكون قوم جاهلية .