(الحلقة الأولى، علّها الأخيرة!).
د. علي المستريحي.
لا يعرف كيف وصلت قدماه #المحكمة بطرفة عين .. والشاكي؟ كان الشاكي هذه المرة دولة #الرئيس ..
(من داخل قاعة #المحكمة صاح المناد: أدخلوا المتهم) ..
***
القاضي للمشتكي: “ما شكواك على هذا الظنين؟”.
المشتكي: “ذمّني وافترى على زوجتي”.
القاضي (وقد أدار وجهه للمتهم): “ماذا تقول، وهل أنت مذنب؟”
المتهم: “طبعاً، عليّ أن أكون مذنبا! .. إنه الرئيس يا سيدي القاضي!”.
القاضي للمشتكي: “وقد اعترف الظنين بفعلته فقد حكمنا لك، فماذا تطلب من المتهم؟”
المشتكي: “عفونا عنه، لكني أطلب تعويضا رمزيا ..”.
القاضي: “وما التعويض الذي تريده؟”.
المشتكي: “فقط نصف دينار!”.
القاضي: “حكما لك بنصف دينار .. تقدم أيها الظنين، ناوِل الرئيس نصف دينار ثم نُطلِق سراحك”.
المتهم: “حاضر .. تفضل دولتك ..”.
المشتكي: “لا أريدها نقداً .. أريدها قهوةً!”.
***
قبل عودة الرجل لبيته، عرج متلهفا ليطمئن على محل قهوته بعد غيابه .. يا للهول! أحد ما طويل القامة أسمر الملامح داخل المحل، يمسك بيده اليمنى فنجان قهوة وفي اليسرى ينازع “ابنه” على الكرسي الوحيد المركون خلف الكاونتر ويضحكان ..
- “إيه! كإنّه الرئيس وإلا أنا غلطان!؟ ماذا يفعل الرئيس هنا؟”.
التفت الرئيس إليه وهمس بأذنه وهو يهم بالخروج: “أخذت حقي بنصف الدينار (ورفع يده التي تحمل فنجان القهوة مؤكدا) .. وتركنا الكرسي لك .. أما ابنك اليافع، فإني اليوم مطمئنا أن البلد بأمثاله ستكون بخير ..!”.
***
(أفقت من نومي العميق ونظرت بالساعة .. إنها الواحدة بعد منتصف الليل .. ليل الشتاء طويل، وعروض أفلام الحياة والبشر لا تنقطع، تدور بلا كلل في فراشي وتحت مخدتي. لقد كان ذلك حلماً جميلاُ! حسنٌ، سأدفن رأسي تحت غطائي فأنام فلا تفوتني الحلقة التالية!).