شكرا كورونا
موسى العدوان
يقول المثل الدارج بين الناس : ” رب ضارة نافعة “. فعلى الرغم من فعل فايروس كورونا الذي فتك بصحة الكثير من الناس، ومنهم من شفي ومنهم من انتقل إلى رحمة الله، إلا أنه جعل الكثير من الناس يعرفون عائلاتهم وبيوتهم.
وبالنسبة لي كمتقاعد عسكري، فقد انقلبت على أسلوب حياتي السابق كقائد ميداني، كنت أقضي معظم وقتي خارج المنزل لما يزيد عن 37 عاما، دائم الحركة والتنقل ليلا ونهارا، مع جنودي في جبال وأودية وسهول الوطن. حيث كنا ننفذ تمرينا بالذخيرة الحية او بدونها استعدادا ليوم لقاء العدو الذي كنا نتوقعه. ولكنني بعد هذه السنوات، استمرأت الجلوس في المنزل.
ولهذا فإنني لا أشعر باختلاف كبير بين ما كنت عليه في أيام ( الرخاوة ) منذ بداية هذا القرن، وبين أيام الشدة التي تفرض علينا الحجز الإجباري في المنازل هذه الأيام بفعل كورونا.
وفي هذه الحالة التقاعدية اصبحت ” بيتوتيا ” بكل فخر. أقضي معظم وقتي في المنزل، أطالع كتبي التي لم تسمح لي الظروف بمطالعتها سابقا، لأنني لست من رواد المطاعم والمقاهي وأبطال الأرجيلة.
وعلى العكس من ذلك أمارس رياضة المشي أو ممارسة الرياضة في قاعة الجم المصغر، الذي أحتفظ به في تسوية منزلي.
وعندما أجنح للهدوء والراحة أستمع للأغاني القديمة التي تنعش الروح بموسيقاها وكلماتها وأصوات مطربيها، والبعيدة عن الميوعة وتفاهة الكلمات في أغاني هذه الأيام. مع تمنياتي بالسلامة للجميع.
وبعد هذا فإنني أشكر الله على نعمه الكثيرة. وعلينا أن نتذكر دائما قوله تعالى : ” فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا “. صدق الله العظيم.