شركات الطيران الخاصة حينما تعاقب المسافرين

شركات الطيران الخاصة حينما تعاقب المسافرين
أ. د. خليل الرفوع
        بعض الشركات حينما تسيء للذين يتعاملون معها يظن مالكوها أن الإنسان سلعة تسيَّرُ بلا مشاعر،  بل يمنونَ على المسافرين بأن شركاتهم هي السبب الرئيسي في شيوع الثقافة السياحية، وهم يحسبون بذلك أن المواطن الأردني ما زال في دائرة الانغلاق الفكري والإنسداد الاجتماعي؛ ففي رأي مالكي تلك الشركات أنهم ذوو منن لا يحق لأي مواطن متضرر من حسابات الجشع المادي أن يطالب بحقه أو ينقد أسلوب التعامل الذي يُموضَعُ فيه بل يصل الأمر بهم أن يحسبوا شركاتهم  حكوميةً تحرص كل الحرص على رعاية المواطنين وأنها أعرف بمصالحم منهم. فحينما تكون شركة سياحية وشركة طيران مملوكتين لمالك واحد حينئذ تكون تجارة سياحية مستقوية تتقاذف المسافرين منها وإليها، فأن تتأخر الطائرة عشر ساعات ونصف عن الإقلاع في الموعد المحدد، وَيَعْلَقَ المسافرون دون خبر مُطمئِنٍ أو اعتذار هو في العرف الماديّ الرأسمالي إجراء عادي لا ينبغي للمتضررين رفع أصواتهم للمطالبة بحقوقهم فيما لحقهم من أضرار معنوية ومادية. وإذا ما رُفِعَ الصوتُ فإن حجز الحقائب عقوبة تنتظر أولئك الخارجين على النص، ينضاف إلى ذلك خسارة قيمة حجزهم في فنادق الدول التي سيسافرون إليها.
        ففي ظل تغول بعض شركات الطيران وأخواتها من الشركات السياحية على المسافرين، وعدم مقدرة المواطنين على مجابهة طمعهم قانونيا أو أخلاقيا ، وفي ظل غياب مسؤولية هيئة الطيران المدني ووزارة النقل ووزارة السياحة فإنه لا يحق للمظلوم المطالبة بحقه . والسؤال الذي يوجه للحكومة هو : هل تعلم هي أن بعضا من تلك الشركات تتاجر بمواطنيها وأنها تعد  نفسها فوق القانون؟ والسؤال الآخر : هل تتابع هيئة الطيران ووزارة النقل ووزارة السياحة ما يلحق بالمسافرين من ابتزازاتٍ وضياعِ حقوق؟ وأسهل إجابة يلقاها المشتكي  من تلك الشركات  بأنه لا يوجد قانون  يغرمها أو يلزمها بالاعتذار ، كما أنها لا تحسب حسابا لأي جهة حكومية.
     إن هذه التصرفات التي تعبر عن مادية مفرطة بالأنانية البرجوازية  ينبغي أن تعالج ويوضع لها حدودٌ قانونية كيلا يبقى المواطن مطية لمن يتاجر بطيبته في أسواق اللإنسانية التي جعلت المواطن الأردني بضاعة رخيصة في دكاكين الرأسماليين تحت مظلة حكومة لا تسمع لهم بحجة تشجيع الاستثمار الذي أصبح بسلبيته حملا ثقيلا على كواهل أبناء الوطن الذين يُسَتغفلون على مرأى ومسمع من المسؤولين،  والمرارة تتأتى ويتضاعف حِملها حينما تكون من مستثمر محلي لا يتكلم إلا بوطنية مفرطة بمزايدة باطنها وظاهرها الجشع
لا يعرفها إلا من جرب حقيقتها وصادته شباكها وعلق في حبالها .

َ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى