من حكايا الزيت والزعتر

من حكايا الزيت والزعتر
محمود الشمايله

اشياء تدفعك للتفكير ..
مثلا من يتحمل مسؤولية الأفعال المريبة التي قمت بها في طفولتك؟
وعلى سبيل الذنوب…
اذكر أنني تسلقت أحد الأشجار العالية وسرقت االصيصان من عش الحسون ، حتى أنه ظل يلاحقني لعدة أيام رغم محاولاتي الكثيرة للامساك به ..
كنت أتساءل لماذا عجزت المدارس بكتبها ومعلميها وكذلك المساجد بجميع مشايخها عن التأثير في طفل صغير لا يعلم حجم الجريمة التي ارتكبها.
والدي ايضا يتحمل الوزر الاكبر فهو لم يقل لي شيء عن الرأفة بمخلوقات الله .

حين كبرت قليلا قال والدي بصوت حازم ( اياك ان تشرب السجائر …يا ويلك اذا عرفت شيء عن ذلك .
في الحقيقة شربت الدخان لسنوات طويلة ووالدي لم ينتبه إلى ذلك الا بعد عشرات السنين ..

وحين قال والدي عليك ان تصلي لله عز وجل كي لا تدخل النار ..لم أهتم كثيرا بكلامه.
كبرت بما بكفي لاعادة تدوير الجملة الشرطية ..
اكتشفت الخطأ الذي ارتكبه والدي فقد كان عليه ان يقول عليك ان تصلي طمعا في رضا الله ومحبته لك …

مقالات ذات صلة

كان امي تهددني بأنها ستشكي امري لوالدي حين امارس شقاوتي في حين كان عليها أن تقول ( انا زعلانه منك) هذه الجملة كانت كافية لتعديل أي سلوك خارج سياق الأدب.

في إحدى المرات قمت بالسطو على قن دجاجات جدتي وسرقت أربعة بيضات واطعمتها لقطط الحي .
في حين لم ينتبه أحد للدجاجه التي كانت تعلن عن ولادة بيضة جديدة بصياحها..
الحقيقة ان جدتي لم يكن يعنيها امر البيض كثيرا…

تربكني ذاكرتي العتيقة، حين أمر على وجوه سكان الحي الذين بلغوا من العمر عتيا، أشعر بكل ذلك الخجل المنسكب من حنايا روحي ، على نحو ما أجدني بحاجة ماسة لان اقدم جملة من الاعتذارات ربما على أفعال كان من المحتمل أن ارتكبها…
يحدث هذا كلما تناولت شطيرة زيت وزعتر مع كاسة شاي ليست ساخنة تماما..

مدهش هو الزعتر حين يضج بالحنين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى