شتاء بارد في الأردن.. والمواطنون يحرقون “أي شيء” لتدفئة بيوتهم

سواليف – نقلا عن عربي 21 – محمد العرسان

بدأت درجات الحرارة في #الأردن بالانخفاض، بينما #أسعار_المحروقات التي يستخدمها المواطنون لتدفئة بيوتهم في ارتفاع، ما حذا بالبعض إلى “إحراق” كل ما هو قابل للاحتراق من أجل الحصول على الدفء.

وتتلقى جمعية “باب الخير” في الأردن عشرات الاتصالات يوميا، من أسر فقيرة لا تستطيع شراء الوقود للتدفئة في الشتاء البارد، وهذه الاتصالات تضاعفت خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن رفعت الحكومة أسعار مادة “الكيروسين” بشكل كبير لتصل إلى 1.21 دولار للتر الواحد.

وكانت الجمعية تقدم العون العام الماضي لما يقارب 1000 أسرة محتاجة ضمن حملة أطلقت عليها اسم “كمشة دفا” إلا أن هذا العدد تضاعف إلى 2000 حسب ما يقول مدير المشاريع في الجمعية، سعيد الفيضي لـ”عربي21″.

وغالبا ما يستخدم الفقراء في الأردن مادة “الكيروسين” للتدفئة لأن المدافئ التي تعمل بـ”الكيروسين” أرخص سعرا من نظيرتها التي تعمل بالغاز أو الكهرباء، إلا أن خيار “الكاز” كما يطلق عليه الأردنيون، لم يعد ضمن حسابات الأسرة الأردنية ومنهم بشير مبيضين المواطن الذي لا يتجاوز راتبه التقاعدي 300 دينار (423 دولارا)، الذي يتساءل في حديث لـ”عربي21″: “لماذا لا تشعر الحكومة بالفقراء؟ أين تذهب أموال الضرائب والمساعدات؟ يجب تخفيض أسعار الكاز وإزالة الضرائب”.

وتفرض الحكومة الأردنية على المحروقات ضريبة مقطوعة طبقتها في عام 2019 تصل إلى أكثر من 53% على القيمة الأساسية للمحروقات لجميع الأصناف، ما يفاقم المشكلة لدى الأردنيين الذين تآكلت دخولهم عقب تضخم ضرب الاقتصاد بسبب جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.

مبادرات مجتمعية

وفي محاولة لمواجهة هذا الارتفاع الكبير والتضخم، تحاول مبادرات خيرية ومجتمعية لتدفئة الفقراء سد الفراغ الذي سببته القرارات الحكومية برفع أسعار المحروقات.

يقول مدير المشاريع في جمعية “باب الخير”، سعيد الفيضي إنه من خلال فريق متطوعين من طلبة المدارس تقوم الجمعية بتوزيع الأغطية والكاز والمدافئ في المناطق الشعبية والفقيرة، ومخيَّمات اللاجئين الفلسطينيين، بعد دراسة مستفيضة للحالات.

ويتابع: “ارتفاع أسعار الكاز مقارنة مع الماضي فاقم العبء على الأسر المحتاجة وعلى الجمعيات التي تقدم العون، أصبحنا نستقبل طلبات للمساعدة بشكل أكبر”.

ولا يقتصر الأمر على جمعية “باب الخير”، إذ أنه للعام الثاني تقوم “تكية أم علي” المتخصصة في مكافحة الجوع بتوزيع مادة الكاز على الأسر المحتاجة المنضوية تحت خدماتها وعددها 20 ألف أسرة.

وتقول التكية في تصريح لـ”عربي21″، إن 41% من الأسر المستفيدة من خدماتها تستطيع شراء الكاز مرة واحدة فقط في الشهر، بينما لا تمتلك 53% من الأسر المستفيدة من التكية وسيلة تدفئة في فصل الشتاء.

وحسب التكية: “92% من الأسر المستفيدة لا يستطيعون شراء المواد اللازمة للتدفئة خلال فصل الشتاء كالكاز والحطب، فيما يعتمد 30% من هذه الأسر على البطانيات والملابس ليحصلوا على الدفء في الشتاء هم وأطفالهم”.

وأطلقت التكية حملة لجمع التبرعات إلكترونيا لشراء المدافئ والكاز تحت اسم “حملة دفا”.

رفع آخر قادم للمحروقات

بدوره يحذر الخبير في شؤون الطاقة، عامر الشوبكي، من رفع جديد قادم للأسعار، وحسب الشوبكي: “تقترب الحكومة من اتخاذ قرار خطير قريبا برفع أسعار المحروقات”.

يقول لـ”عربي21″ إن الأردنيين بدأوا باستخدام وسائل التدفئة التي تضيف عبئا على الأسر، مؤكدا أن “الارتفاع القادم سيكون الثامن على سعر الديزل، والارتفاع رقم 16 على مدار سنتين، وسيكون موسم الشتاء صعبا، وأصبح الكاز خارج نطاق التدفئة للفقراء”.

ويتابع: “الغاز حاليا هو الأرخص للتدفئة، وفي بعض المناطق بات مواطنون من الطبقة المتوسطة يلجأون لأي شيء يمكن حرقه في مدافئ الحطب من مواد بلاستيكية وأحذية تالفة، وهذا يشكل خطرا على الصحة، ويشكل جورا على الثروة الحرجية والتحطيب”.

ويضيف: “حتى لو ثبتت الحكومة أسعار الكاز لهذا الشهر، سيبقى السعر مرتفعا وليس بمتناول الفقراء، ومن المتوقع أن ينخفض الإقبال على مادة الكاز هذا الموسم”.

بدورها قالت وزارة الطاقة الأردنية إن ارتفاع أسعار مادة الكاز محليا جاء بسبب ارتفاع أسعارها عالميا، أما بخصوص تثبيت سعر مادة الكاز الشهر القادم فهو من صلاحيات مجلس الوزراء”.

ويستهلك الأردنيون في مواسم الشتاء 140 مليون لتر من الكاز، لكن نقيب أصحاب محطات المحروقات نهار سعيدات، يتوقع أن ينخفض هذا الاستهلاك بنسبة 60% بسبب ارتفاع الأسعار، ولن يكون الكاز بمتناول الطبقات الفقيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى