سُبات الدببة الشتوي قد يُخفي سر علاج السكري .. كيف ذلك؟

#سواليف

#العلماء يكتشفون 8 بروتينات لدى #الدببة تلعب دورًا رئيسًا في وقايتها من #مرض_السكري

مع حلول فصل الخريف تباشر “الدببة الشيباء” التهام عشرات الآلاف من السعرات الحرارية، وتكتسب أربع كيلوجرامات يوميًا، ولا تتحرك إلا قليلًا لأشهر طويلة خلال سباتها الشتوي السنوي. إن اتبع إنسان هذه الحمية الغذائية لكانت العواقب الصحية وخيمة، لكن الدببة الشيباء لا تصاب بالأمراض أو أي أذى نتيجة هذا #السبات السنوي. تمكن العلماء مؤخرًا من اكتشاف 8 بروتينات لدى هذه الدببة تُمكنها من التحكم بالأنسولين، ويأمل المجتمع العلمي أن يُسهم هذا الاكتشاف في علاج مرض السكري لدى البشر.

ما هو الأنسولين؟

الأنسولين هرمون موجود لدى غالبية الثدييات، ويساعدها على تنظيم مستويات السكر في الدم. إذ عندما يرتفع مستوى السكر في الدم، فإن الأنسولين يبعث إشارة إلى الكبد والعضلات والخلايا الدهنية لامتصاصه. وفي حال ارتفاع مستوى السكر في مجرى الدم بصورة مزمنة -إثر تناول الكثير من الطعام على المدى الطويل- فإن الخلايا تتوقف عن الاستجابة لإشارة الأنسولين، وهو ما يعرف طبيًا باسم “مقاومة الأنسولين”. ويقود هذا الأمر غالبًا إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتتبعه مضاعفات خطيرة على الصحة مثل السكتة القلبية والجلطات أو العمى. وقد أدرك الباحثون بعد دراسة الدببة الشيباء أنها تقوم بتفعيل مقاومة الأنسولين وتعطيلها؛ وكأنها تضغط زرًا معينًا.

كيف تقضي الدببة أوقاتها؟

تمر الدببة الشيباء بثلاثة مراحل خلال العام: مرحلة النشاط، ومرحلة الشراهة، والسبات الشتوي. خلال فصلي الربيع والصيف تنشغل الدببة بتربية الصغار وجمع الثمار والتزاوج. وفي الخريف تدخل الدببة مرحلة شراهة محمومة، إذ تُسخر معظم وقتها وجهدها لتناول الطعام، وقد يصل ما يلتهمه الدب الأشيب خلال يوم واحد إلى نحو 20 ألف سعرة حرارية. وأخيرًا يحل الشتاء لتدخل هذه الدببة في سبات طويل؛ والسبات هنا هو أكثر من مجرد نوم عميق. يقول “بلير بيري”، الناشر المساعد لهذه الدراسة: “الكثير من التغيرات الفسيولوجية تمنح الدببة القدرة على الصمود بلا طعام في وجه الشتاء الطويل، فهي تبطئ عمليات الأيض وتخفض نبضات القلب وحرارة الجسم وتصبح مقاومة للأنسولين”. ولفهم قدرة الدببة الشيباء على التحكم بمقاومة أجسامها للأنسولين، قامت مجموعة من الباحثين لدى “مركز الدببة” في “جامعة ولاية واشنطن” بأخذ عينات من الدم والخلايا الدهنية من 6 دببة حبيسة، واستنباتها مخبريًا لدراسة التغيرات الجينية عند تفاعلها مع دم من مختلف مواسم العام. يقول بيري: “منحتنا هذه الطريقة سبيلًا لإجراء تجارب يستحيل إجراؤها على دب أشيب بالغ”.

تختبر الدببة أثناء سباتها فترات من اليقظة، إذ تقوم بالتنقل لكنها لا تأكل عادة، هنا قام الباحثون بتقديم ماء ممزوج بالعسل لها لمدة أسبوعين ثم جمعوا عينات من دمها، وكانوا قد جمعوا بالفعل عينات دم من الدببة ذاتها خلال موسمي الربيع والصيف. لاحقًا قام الفريق بمزج الدم من مختلف الفصول مع الخلايا المستنبتة لمراقبة التغيرات الجينية الحاصلة. ومن بين جميع التركيبات المختبرة،كان الدم المحصل من الدببة التي تناولت الماء الممزوج بالعسل هو أكثر ما كشف لهم البروتينات الثمانية التي تتحكم بالأنسولين في أجسام الدببة.

خطوة نحو علاج السكري

بما أن الدببة تتشارك معظم جيناتها مع البشر، فإن هذا الاكتشاف يُعد خطوة كبيرة في طريق علاج السكري. ويؤمن العلماء بأن فهم الآلية التي تعمل بها هذه البروتينات الثمانية للتحكم بالأنسولين سوف يتبعه -غير بعيد- علاج ناجع لداء يعاني منه أكثر من 350 مليون إنسان حول العالم.

المصدر
طقس العرب
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى