من أمن العقاب أساء الأدب / رائد عبدالرحمن حجازي

من أمن العقاب أساء الأدب
ذات يوم وأنا في الصف الأول إعدادي (السابع) فقد أحد طلاب صفي كتاب العلوم بعد عودتنا من حصة الرياضة . وفورا اشتكى زميلنا للمعلم ولكن بحكم إرتفاع حرارة الجو وكذلك زيادة تركيز رائحة الجرابات الخانقة بسبب أحذية الكاوتشوك الرياضية آنذاك (بوت الأصبع الصيني الأصلي) وعدد طلاب كان يزيد عن الأربعين طالباً وأضف إلى ذلك أن معلم العلوم كان لا يحب أن يُدخل نفسه في متاهات الطلاب ومشاكلهم لذلك قام المعلم بإرسال طالب من طلاب الصف ليخبر المدير بالقدوم للصف لحل المشكلة وللعلم مديرنا كانت شخصيته قوية والكل يهابه حتى المعلمين .
حضر المدير للصف وبعد نظرات ثاقبة من فوق النظارت تارةً ومن خلالها تارةً أُخرى والصمت يخيم على أجواء الصف , همهم المدير وأخذ نفساً عميقا وأخرجه على الفور بزفرة قوية , أيقنا وقتها أنها صافرة إنذار الخطر وقال : إسمعوا تا أحتشيلكوا أني بعرف من هو إللي أخظ الكتاب , قسماً عظماً إذا ما بين الكتاب هساعيات والله لأسلخ جلده عن عظمه قدامكوا فاهمين ؟

وبعد لحظات من الصمت المخيف بادر أحد طلاب الصف وقال مبتهجا أستاذ هاظا الكتاب لقيته بشنتايتي أبصر منهو إللي حاطة بيها … إقترب منه المدير وقال له : ولك ما بتعرفش منهو إللي حط الكتاب بشنتايتك يا مقلعط . فأجابه الطالب على الفور: لا يا أستاذ وعرظ خواتي ما بعرف . عندها إختصر المدير الحوار وخرج عائداً للإدارة تاركاً معلم العلوم ليبدأ الدرس .

ما حدث قبل يومين في مدينة الزرقاء من شغب وبلطجة وإستخدام السكاكين والألات الحادة أمام الناس وفي وضح النهار والمسبب طبعاً هم أصحاب الأسبقيات , يا هل ترى لو أنهم يعرفوا بأن عقوبة رادعة تنتظرهم هل حدث ما حدث . يا حبذا لو تُفعل وتُسن قوانين رادعة لكف أيدي هذه الفئة الضالة والتي باتت تنتشر في معظم مدن المملكة وأنا شخصياً لي تجربة مريرة مع هذه الفئة .
رائد عبدالرحمن حجازي

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى