حكاية العُرْف / كامل نصيرات

حكاية العُرْف
بغض النظر إن كانت حكاية الوزير التالية هي حكاية أردنية أو عربية ..ولكنها بالتأكيد ليست من دول العالم الأول ..وسأرويها كما سمعتها بدون بهارات ..لأن بهاراتها منها فيها ..تقول الحكاية :-
قبل سنوات ..تم تشكيل حكومة جديدة ..فابتسم الحظ لأحدهم ..وصار وزيراً لأول مرة في حياته ..لم تكن الوزارة التي استلمها من شؤون اختصاصه ..لا يفهم بها ولا بفقهها ولا بإدارتها ..فأعطى أوامر صارمة للسكرتيرة بألا يدخل عليه أحد مهما كان ..لا مراجعون ولا ضيوف ولا موظفون ..فقط يريد الملفات ..يريد أن يفهم كيف يدير هذه الوزارة ..؟ يريد أن يعرف كيف يتم استصدار القرارات ..يعني الرجل غشيم ويريد أن يتعلم بنفسه ..!!
يقول الوزير في جلسة صفا : وبقيت مسجوناً في مكتبي و أنا أقرأ الملفات ..أصحو صباحاً ينتظرني السائق و السيارة الفخمة ؛ أذهب بهما لمكتبي ..أدخل المكتب أعطي نفس الأوامر للسكرتيرة : ممنوع حدا يدخل عليّ ..! أظلّ لمنتصف الليل حتى اتصل بالسائق ليوصلني إلى البيت ..وكل يوم هكذا دواليك ..!
وبعد أن دخل الشهر الجديد ..دخلت عليّ السكرتيرة و قالت: إن المدير المالي في وزارتي يلح بالدخول لأمر لا يحتمل التأجيل ..فسمحتُ له بالدخول ..فمدّ عليّ ( شيكاً ) بقيمة عشرة آلاف دينار باسمي ..ولما سألته : ما هذا ..؟ قال : معاليك ؛هذا بدل اجتماعات و مياومات و الذي منو ..! فقلت: بس أنا ما عقدت ولا اجتماعا وما طلعت برّا مكتبي ..! أجابني : هذا (عُرفْ ) معاليك ..!!
يكمل معاليه : أخذتُ الشيك وأنا مبسوط على النعمة الجديدة التي هبطت عليّ ..إشي ولا بالإحلام ..وفي بداية الشهر الثاني ..قالت السكرتيرة : المدير المالي يستأذن بالدخول ..أعطاني الشيك أبو عشرة آلاف (تاع العُرف) و انصرف ..ولكن في الشهر الثالث تأخر المدير المالي ..فصرختُ على السكرتيرة : جيبولي المدير المالي من تحت طقاطيق الأرض ..!
هذا ليس فساداً بالتأكيد ..بل كوميديا لا تضحكك أبداً ..!! وحُطلي عُرف على راسي لأصبح ديكاً ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى