سواليف
أعلنت الدورة الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، أن لاجئاً سورياً فقد ساقه في انفجار صاروخ حين هرع لنجدة صديقه هو رياضي الدورة الأولمبية للعام 2016.
ففي يوم الجمعة 26 اغسطس/آب 2016 مثل إبراهيم الحسين الفريق المستقل للاجئين في الدورة الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة التي من المقرر أن تبدأ يوم 7 سبتمبر/ أيلول بريو دي جانيرو في البرازيل.
وينضم إليه شهراد نساجبور -من إيران ويعيش الآن في الولايات المتحدة.
إدراج اللاجئين في فرق بالدورة جاء لتذكير الجمهور العالمي بمحنة المحاصرين في البلدان التي مزّقتها الحروب وأولئك الذين لم يُتركوا مع أي خيار آخر سوى المخاطرة بحياتهم من أجل محاولة الهروب من الاضطهاد.
يسرى مارديني (اللاجئة السورية بالأولمبياد) على سبيل المثال حظيت بتقدير واسع النطاق عند تنافسها في ريو بعد أن تبين أنها سبحت ذات مرة لمدة ثلاث ساعات لإنقاذ حياة 20 شخصاً عندما انهار محرك الزورق الذي كانت تعبر عليه البحر المتوسط.
ومثل مارديني سيُمثل الحسين منتخب اللاجئين في مسابقات السباحة للرجال 50 متراً و100 متر وساقه مبتورة.
حياة اللاعب السوري
نشأ الحسين في مدينة دير الزور على الحدود العراقية، وكان دوماً رياضياً، يسبح ويلعب كرة السلة ويُمارس الجودو أملاً في أن يُصبح سباحاً أولمبياً ذات يوم.
وكان والده مدرب سباحة ونشأ مع أشقائه الثلاثة عشر على حب الماء، حسب تقارير المفوضية العليا لشئون اللاجئين.
في 2012، وبعد عام من اندلاع الحرب الأهلية في بلاده، انفجرت قنبلة بالقرب من منزله.
اتخذ الشاب البالغ من العمر 27 عاماً حينها ساتراً من الانفجار داخل منزله ولكنه سرعان ما تنبه لصوت صديقه المصاب يطلب المساعدة.
بمجرد أن ركض خارج المبنى وعبر الشارع في محاولة لمساعدة صديقه أصيب هو الآخر أيضاً بشظايا صاروخ مما أدى إلى إصابة ساقه.
تمكن من الزحف بعيداً عن مكان الحادث وأنقذه بعض أصدقائه، ومع ذلك، كان الضرر في ساقه شديداً للغاية، واضطر الأطباء إلى بتر رجله من منتصف الساق.
بتر الساق
كانت المرافق الطبية في البلد الذي مزقته الحرب في هذه المرحلة تعاني من نقص في الأدوية والمسعفون كانوا غير قادرين على تخديره بشكل لائق، ويقول أصدقاؤه إنه “استيقظ مرتين أثناء الجراحة ورأى كل شيء”.
أُرسل الحسين للمنزل في نفس اليوم بعد إزالة النصف السفلي من ساقه، وبسبب نقص الأدوية المتزايد في البلاد، أمضى الأشهر القليلة التالية يتعافى بدون أي مُسكنات.
يقول “في البداية لم أتقبل ذلك، ولكن في النهاية تعاملت مع هذا الوضع، وعشت كأنه ليس هناك شيء ولا أزال أفعل ذلك”.
الهروب من سوريا
غادر الحسين سوريا، الى تركيا أولاً قبل أن يصل بعد ذلك إلى جزيرة ساموس اليونانية مسافراً على زورق مطاطي أملاً في الحصول على المزيد من العلاج لساقه.
بعد حصوله على حق اللجوء في اليونان قبل عامين، استقر الحسين في أثينا وبدأ في إعادة بناء حياته، واعتاد على استخدام الكرسي المتحرك والعكاكيز قبل الحصول على ساق اصطناعية مجهزة.
كما عاد مرة أخرى إلى الرياضة من خلال الانضمام إلى دوري للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة.
أخبر اللجنة البارالمبية أن الألم الخارجي يمده بالطاقة ويجعله يريد أن يتدرب، ثم تابع “الرياضة مُتنفَس لتلك الطاقة، ليست لدي مشكلة ألّا يكون أكل أو ألا يكون لدي منزل، ولكن لا يمكنك أن تسلبني تدريبي”.
فقد الحسين التواصل مع عائلته في سوريا، ويقول أنه اختار عدم التفكير في الماضي خوفاً من أن يبطئ تقدمه.
وقال للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “عيناي تنظران للأمام فقط”.
شعلة الأولمبياد
اُختير حسين لحمل الشعلة الأولمبية لليونان في مرحلة الوصول إلى ريو.
بعد أن أُضيئت في جبل أوليمبوس باليونان أولاً، حملها الحسين خلال معسكر الأيوناس الذي يضم 1,500 لاجئ في أثينا، وهو الأمر الذي وصفه بأنه “شرف كبير”.
قال في ذلك الوقت “إنني أحمل الشعلة لنفسي، ولكن أيضاً للسوريين، للاجئين في كل مكان، لليونان، للرياضة ولفرقتي في السباحة وكرة السلة، هدفي هو ألا أستسلم أبداً، ولكن يجب أن أتقدم للأمام، أن أذهب دوماً إلى الأمام، وهذا يمكنني تحققه من خلال الرياضة”.