أنا شو دخلي ؟
يبدو أن لدى الأرادنة حساسية مفرطة تجاه الدخل ، فما أن تخبر أحدهم بأمر ما ، كأن يكون فرض ضريبة على الهواء سواء أكان نقيا أو ملوثا حتى يبادرك بعبارة على شكل سؤال استنكاري ” وأنا شو دخلي ؟” في حين يقول المصري ” وأنا مالي ؟”
فالأردني لا مال له أما المصري فلا دخل له ، أو العكس والعكس يتفقان ،
كثير من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية لا دخل لهم ، سواء على المستوى الحقيقي أو المستوى المجازي ، رفعوا ضرائب أو فرضوا ضرائب جديدة لا دخل لهم ، خربت الدنيا ، عمرت الدنيا لا دخل لهم ، كأنهم يعيشون في أبراج عاجية ،
وبمناسبة الحديث عن الدخل قانون ضريبة الدخل يحتاج أن تكتب به بحثا حتى تفهمه ، كيف يمكن أن تكون غرامة تأخر بدفع مبلغ قدره ١٠ دنانير غرامته ١٠٠ دينار سنويا بالأضافة إلى غرامة أسبوعية تضاف عن كل أسبوع تأخير بعد شهر نيسان ؟
ثم إذا كان الموظف يعمل في مؤسسة تقوم على اقتطاع ضريبة الدخل من راتبه كيف له أن يعرف أن عليه مراجعة الضريبة لتسوية أموره سنويا ؟
تعلمون أن والدي رحمة الله عليه لم يكن على علاقة بالضريبة ثم إنهم لم يعلمونا شيئا عن ضريبة الدخل في المدرسة ولا الجامعة ، من أين لي أن أعرف بقوانين الضريبة ؟ ألا تقتضي الغرامة فعلا قصديا واعيا ؟ يا أيها القوم وحق كل المقدسات لا أعرف ، والله هذا ظلم لا يقبله بشر ، الله لا يبارك بمن سن القوانين ولا من طبقها .
ويقولون إن القانون لا يحمي المغفلين ، إذن يحمي من ؟ لله دره من قانون !