“صفقة القرن” غامضة وربما مرعبة

سواليف

حاول سياسيون وخبراء، في الجلسة الحوارية الثالثة لمؤتمر “أجندة الأردن: 2018″، أمس، تفكيك لغز “صفقة القرن”، والتقليل من القلق والهواجس حولها، في ظل تكتم أميركي شديد حول بنودها.
وفي الجلسة التي أدارها الزميل محمد أبورمان، قال وزير الخارجية الأسبق عبدالإله الخطيب، إن “هناك تكتما شديدا من قبل الإدارة الأميركية حول صفقة القرن، وحتى داخل أروقة وزارة الخارجية الأميركية ليس هناك اطلاع عليها، وتحليلاتنا قائمة على ما يتم تسريبه لوسائل الإعلام”، مشيرا إلى أنه “قد يكون هنالك سيناريو مرعب، لكن يجب أن لا نتشاءم أو نتطير، لأنه لا مفر من الاشتباك جميع الدول بما فيها الولايات المتحدة الأميركية”.
وأضاف:” على الأغلب هناك شيء سلبي، لكن يجب أن لا نتخذ مواقف فعلية من أفكار افتراضية”.
وبين الخطيب أن “القضية الفلسطينية قضية أردنية داخلية، لذا يجب أن نتحوط وأن ندرس الخيارات كلها بعناية”، لافتا إلى أنه “في السابق كانت هناك إدارات أميركية معتدلة وإسرائيلية حمائمية، وفلسطينية قوية، ومع ذلك لم تتوفر عناصر التسوية، فكيف الآن؟”، مؤكدا أن “صفقة القرن ليست قدرا لا مفر منه، والمبادرات لا توضع ومعها عصا موسى”.
وبين أن “الأردن تاريخيا كان له رأي مختلف في مبادرات التسوية قبولا ورفضا”، مؤكدا أن “لدى المملكة دبلوماسية تتفهم بعمق، وأدوات فعالة، للاشتباك مع كل الدوائر الإقليمية والعالمية”.
وعلى المستوى الإقليمي، قال الخطيب: “يجب على الدولة الأردنية أن تفكر بفتح المعابر مع سورية، وهو ما قد يشجع اللاجئين على العودة”، مبينا أنه “يجب أن لا نكون مؤدلجين في علاقاتنا بالجوار، وحيثما تكون مصالحنا يجب أن نكون، فالسياسة الخارجية يجب أن توظف لمصالحنا، ولأمننا ولبقائنا ككيان”، فيما أكد أن “الأردن أثبت استقلالية في سياسته الخارجية في عدة موضوعات”.
وحول العام 2018، قال الخطيب إنه “من المبكر أن نقول إنه عام استقرار”، مبينا أن “من مصلحة روسيا استقرار الوضع في سورية، لاسيما وأن لديها انتخابات، لكن من مصلحة إيران أن يستمر الوضع في سورية، وربما يكون هناك تباين بين الموقفين الروسي والإيراني”.
من جانبه، قال رئيس الديوان الملكي الأسبق، عدنان أبوعودة، إن “هناك العديد من المبادرات والتحركات الحقيقية لتصفية القضية الفلسطينية لا حلها، وقد يكون أحد تلك المشاريع في طور الصناعة والمناقشة، والأردن في وضع المستقبِل ولم يستقبِل شيئا”، مبينا أنه “يجب ان ننتبه إلى أن إسرائيل تسعى لتكون الدولة الفلسطينية في غزة”.
وبين أن “الهاجس الأكبر هو ان يكون الحل على حساب الأردن، لأن الصهيونية تقوم على ركيزتين؛ هما الأرض والسكان، وقد حققت الأولى، وهي تريد التخلص من السكان العرب”، محذرا من أنه “قد يتم إقحام الأردن في هذا، ولذلك علينا أن نكون بالقرب من اللعبة وحذرين لا أن نكون خارجها”.
وحول شعار الاعتماد على الذات، قال أبوعودة إن هذا الشعار “يجب ان يُتخذ كدليل عمل، لكل مسؤول في الدولة، لتنفيذه واقعيا”.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، الزميل فهد الخيطان، إنه “بعد عام على وصول الرئيس ترامب للبيت الأبيض، أصبح ما لم يكن متوقعا متوقعا، وهو ملتزم ببرنامج انتخابي كارثي، وهناك شبه قناعة بإطلاق خطة لحل القضية الفلسطينية في غضون شهرين أو ثلاثة، وأسوأ ما يمكن أن نفعله هو أن نضع أنفسنا في وجه المدفع، لأن الأردن ليس هو من يفاوض على القضية الفلسطينية، فهناك السلطة الفلسطينية، وإذا رفضنا ذلك سنضع أنفسنا في مواجهة مع الإدارة الأميركية، فصاحب القول الفصل هم الفلسطينيون، والدبلوماسية الأردنية واجبها ودورها دعم الموقف الفلسطيني، وهي تقوم بذلك”.
وبين الخيطان أن “التقديرات الأولية تشير إلى أن المبادرة المقترحة سيئة ولا تستجيب للحد الأدنى للحقوق الفلسطينية”، موضحا أن “هناك تخوفا أردنيا، لكن ليس هناك تشاؤم، وهناك مبالغة شديدة في التوجس والقلق غير المبرر”.
وحول الصراعات في المنطقة، قال الخيطان إن “الأردن في كل صراعات المنطقة يقف الموقف الرمادي (حيادي إيجابي وحيادي سلبي)، وهو المكان الصحيح، باستثناء القضية الفلسطينية، فهو داعم للفلسطينيين وليس محايدا”، مبينا أن “سياسة الأردن قامت في العام 2017 على تقليل الخسائر قدر الإمكان، والمحافظة على المكاسب المتحققة، على تواضعها، وهي سياسة ستستمر في العام الحالي”.
وبين أن “العلاقات يمكن أن تتحسن مع إيران في إطار توافق عربي، ووفق المصالح الأردنية، فمن الضروري أن يتحاور الاردن مع إيران، لا سيما في الشأنين السوري والعراقي”.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى